غابت الظروف المؤاتية والأدوية الفعالة فكانت النتيجة أسوأ موسم للتفاح في ريف مصياف
تشرين- محمد فرحة:
لم تكن الظروف المناخية هذا العام مؤاتية لموسم التفاح، وخاصة مع بدء عقد الثمار في مجال منطقة مصياف، لتأتي بعدها حبات البرد الشديدة، ومن بعدها سوء الأدوية الخاصة بالمكافحة وغلاؤها، فكانت النتيجة أسوأ موسم للتفاحيات في بلدات ” التموزة وحرمل وبيت ناطر” ، وقد تكون بلدتا برشين وتين السبيل استثناء لجهة المردود الإنتاجي.
حكاية سوء أدوية مكافحة الحشرات وحفار الساق وغيرهما وعدم جدواها حكاية طويلة، سبق أن أشرنا إليها قبل أسبوعين من الآن، لكن لا يعني هذا عدم تجاهل القضية وتركها تمر مرور الصمت في المأتم، لأن ذلك له منعكسات كبيرة على إنتاجنا الزراعي.
في بقية التفاصيل، أوضح رئيس جمعية التموزة الفلاحية محمد حسن أن موسم التفاح الرئيسي الذي يعتمد عليه أهالي ريف مصياف الجنوبي، لم يكن بالسوية المنتظرة، فلا تفاح يذكر هذا العام، وإن وجد فهو من النوعية غير الجيدة لجهة حجم الثمرة وقلة حمل الأشجار.
كما تطرق رئيس الجمعية إلى أن الهطلات المطرية من البرَد الشديد، التي غالباً ما تأتي عند بدء عقد الثمار والأزهار، أدت إلى إصابة الثمار بتشوه اشبه بالنمش، في حين لم تعقد بقية الأزهار والثمار.
وتابع رئيس الجمعية حديثه لـ”تشرين”: إن الأدوية المستخدمة في المكافحة لم تكن ذات المردود العالي، بل ليست ذات جدوى، وقد لا تكون خاضعة لأي رقابة، وخاصة تلك التي تدخل تهريباً وغير معروفة المصدر.
لكن بالمقابل أشار بعض المزارعين إلى أن إنتاج التفاح كان مقبولاً في تين السبيل وبرشين وغيرهما، وأسعار بيعه كذلك تلبي طموح الزارعين.
من جانبه، أوضح مدير زراعة حماة المهندس أشرف باكير فيما يتعلق بأدوية المكافحة، أن عملية الإشراف عليها لم تتوقف، وخاصة في الصيدليات الزراعية.
حيث يتم التأكد من سلامتها ومدة صلاحيتها، وكذلك تفعل لجان الوزارة في عملية الإشراف والمراقبة.
لكن الذي يحدث هو أن الأدوية التي تدخل تهريباً لا ضابط لها ولا نستطيع مراقبتها للتأكد من سويتها ومدى فاعليتها، رغم أنها تباع بأسعار ليست قليلة، وبالتالي وعند استخدامها يخسر المزارعون الموسم الإنتاجي ويخسرون ثمنها في كثير من الأحيان.
بالمختصر المفيد: لم تتوقف الأمور على محصول التفاح، فهو محصول من سلسلة إنتاجنا الزراعي الذي لم يعد فيه محصول لافت للنظر كما كان قبل سنوات، والمتهم دائماً الظروف المناخية بالنسبة للمعنيين، في حين يتهم المزارعون الجهات المعنية بالتقصير لجهة عدم توفير مستلزمات الإنتاج بالشكل الأمثل.
ومع كل هذا وذاك يملأ التفاح أسواقنا وبأسعار مرتفعة جداً تبدأ من ستة آلاف ليرة ولا تتوقف عند العشرة آلاف وأكثر ، فالخاسر دائماً هو المنتِج والرابح هو البائع.