حلب تحتضن لقاء حوارياً لدعم مشاريع التعافي المبكر.. ومطالبات برفع العقوبات الاقتصادية: تشكل العقبة الأكبر
تشرين – رحاب الإبراهيم:
تحت عنوان “سورية والتعافي المبكر” نظمت مطرانية حلب للسريان الأرثوذكس، بالتعاون مع منتدى التنمية والثقافة والحوار، لقاء حوارياً في مدينة حلب، حضره كبار المسؤولين في المدينة، وشخصيات دينية وصناعية وتجارية وإعلامية، وباحثون اقتصاديون من مختلف المحافظات، حيث سيستمر اللقاء الحواري على مدار يومين، سيناقش في جلسات منفصلة عدداً من القضايا التي تتعلق بعملية إعادة الإعمار والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية المستهدفة في مشروع التعافي المبكر، والعقوبات الغربية وأثرها، ومصادر التمويل المحتملة، مع رصد التجربة الذاتية في التعافي المبكر، والمشروعات المنفذة في محافظة حلب في إطار التعافي المبكر.
المطران مار بطرس قسيس، أكد في كلمته الافتتاحية أن المؤسسات الأهلية غير الحكومية تدعم كل خطوة تندرج ضمن إطار تعافي البلاد واقتصادها، مع العمل على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مشدداً على أن الغاية من تنظيم هذا اللقاء إيصال صوت الإنسان السوري المتألم لأصحاب القرار في الخارج عبر وسائل متعددة، منها لقاء البرلمانيين والأساقفة الغربيين.
وأضاف المطران قسيس: إن سورية على أعتاب مرحلة جديدة، لذا نأمل أن يسهم هذا اللقاء في وضع الأسس النظرية والتشريعية لعملية النهضة الاقتصادية والاجتماعية لبلد أنهك ليس فقط بسبب سنوات الحرب والعقوبات الغربية، وإنما بسبب البيروقراطية والفساد.
وشدد المطران قسيس على ضرورة تعزيز ما يسمى أخلاقيات العمل الدؤوب والروح الوطنية، والافتخار بالمنتجات الوطنية، والاهتمام بالتعليم والصحة والقضاء على الفقر والبطالة وجذب الاستثمارات الأجنبية والاهتمام بالتصنيع.
من جهته، مفتي حلب الدكتور محمود عكام أكد أن الوطن المعافى هو الوطن المستقل المستقر الأمن الموحد، مشيراً إلى ضرورة تعزيز واجبات المواطن تجاه وطنه، مع تعميق دولة المواطنة، التي تعد من أهم أشكال الدول، وبلدنا يتمتع بهذه الصفة، لكن من المهم تعزيز مفهومي الحصانة والإعانة للوصول إلى الغاية المنشودة من وطن معافى ومواطن يضحي من أجل وطنه.
بدوره أكد محافظ حلب حسين دياب في كلمة له أن مدينة حلب تعرضت إلى ظروف صعبة خلال سنوات الحرب والحصار، وكارثة الزلزال، حيث تركت آثاراً جسيمة طالت جميع القطاعات الخدمية والاقتصادية، لافتاً إلى الجهود الحكومية والأهلية والمجتمعية المشتركة لإنجاز عملية التعافي، حيث أعدت خطط أساسية وإسعافية تمهيداً للوصول إلى المشاريع الاستراتيجية لتعود حلب إلى مكانتها الاقتصادية والاجتماعية والحضارية.
وتحدث محافظ حلب عن أهمية المشاريع المتوسطة والصغيرة، وبرامج التعافي المبكر في المدينة القديمة، مقدماً نموذجاً عن التعافي المبكر في حي قاضي عسكر عبر التعاون بين المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية والجمعيات الأهلية، والمجتمع المحلي لتنفيذ البرامج المناسبة لتعزيز التعافي المبكر والتنمية المستدامة .
من جانبه، بين الدكتور رياض جرجور رئيس منتدى التنمية والثقافة والحوار أهمية التعاون المثمر لإعادة بناء الثقة من أجل مستقبل سورية، وضرورة مشاركة جيل الشباب في إعادة إعمارها.
وأكد جرجور أن هذا اللقاء كان عادة ينظم في العاصمة دمشق، لكن قرر تنظيمه كل عام في محافظة مختلفة، ففي العام الماضي أقيم في مدينة حماة، واليوم يعقد في مدينة حلب، التي عانت كثيراً بسبب الحرب والعقوبات الغربية، التي تعد العقبة الأكبر الآن في التعافي المبكر، لذا نعمل بالتعاون مع الشخصيات المؤثرة وبعض الدول الداعمة على إلغاء هذه العقوبات والتحدث عن خطورتها وتأثيرها السلبي على الشعب السوري وإيصال الصورة الحقيقة إلى العالم، وقد بدأت هذه الجهود تثمر، فاليوم إيطاليا انضمت إلى الدول التي تدعو إلى ضرورة إلغاء هذه العقوبات من أجل المضي قدماً في مرحلة التعافي والإعمار.
وشدد الدكتور جرجور على أنه لا يمكن أن يكون هناك مستقبل واعد في العالم أو سلام من دون سورية، مشيداً بمكانة مدينة حلب ودورها الاقتصادي وتجربتها في تنفيذ المشاريع المستدامة والاستفادة منها.
وأكد أهمية تعميم هذه التجربة على باقي المحافظات.
وقد ركزت جلسة الحوار الأولى على قضايا (التعافي المبكر) والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية المستهدفة بمشروع التعافي المبكر.
ت-صهيب عمراية