جنون أسعار الحلويات في طرطوس جعلها من الكماليات
طرطوس- ثناء عليان:
مع اقتراب عيد الأضحى، شهدت أسواق محافظة طرطوس نشاطاً نسبياً، وكان ملفتاً اتجاه المتسوقين لتأمين الحاجات الأكثر ضرورة لأسرهم في هذه المناسبة ضمن الميزانيات المتواضعة لأغلبهم، والتي لم تعد قادرة على دفع فاتورة حلويات العيد التي ينتظرها الجميع، فتقلصت مشتريات الحلويات عند الكثيرين واستعاض البعض عن حلويات السوق بما استطاعوا تجهيزه في بيوتهم رغم غلاء المكونات الأساسية للحلويات من سكر ودقيق وسمن ومنكهات ومكسرات.
وفي جولة لـ “تشرين”على محال بيع الحلويات، أكد كل من التقيناهم في طرطوس وبانياس ضعف الحركة الشرائية بسبب ارتفاع أسعار الحلويات بكافة أنواعها.
رئيس جمعية الصناعات الغذائية في اتحاد حرفيي طرطوس أحمد غانم، أكد أن الفارق بين أسعار السنة الماضية وهذه السنة من حيث تكلفة المواد الداخلة في صناعة الحلويات ليس كبيراً، ولكن التكلفة زادت بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء والمحروقات وأجور النقل والغاز واليد العاملة الخبيرة ومصاريف المولدات، هذا كله ساهم في ارتفاع أسعار الحلويات وزاد من ضعف الحركة الشرائية لدرجة أصبحت الحلويات مستثناة حتى من الكماليات.
ويؤكد محمد طه صاحب محل حلويات على كلام رئيس جمعية الصناعات الغذائية من حيث أن أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعة الحلويات لم ترتفع عن السنة الماضية، ولكن التكلفة في ارتفاع اليد العاملة والضرائب المالية، والمحروقات بشكل عام، مؤكداً أن الإقبال على شراء الحلويات هذا العام ضعيف جداً لدرجة أنه أصبح يصنع الحلويات حسب التواصي.
وأشار إلى أن سعر علبة الكرتون الفارغة المعدّة لوضع الحلويات فيها ارتفع من 10 آلاف إلى الـ 20 ألفاً، كما ارتفع سعر كيلو الصنوبر البلدي إلى 550 ألفاً، وكيلو السمن الحيواني بـ 180 ألف ليرة، و الجوز البلدي بـ 135 ألفاً، وهذه المواد داخلة في صناعة الحلويات التي يقوم بصناعتها، حيث وصل سعر كيلو المشكّل المحشي بالصنوبر أو الفستق الحلبي أو الكاجو إلى 350 ألف ليرة، وكيلو المعمول المحشي بالفستق الحلبي 325 ألفاً، والهريسة بالسمن البلدي إلى 56 ألفاً، والآسية 500 ألف ليرة، والتمر 100 ألف ليرة، وتمنى طه انخفاض الأسعار كي يستمر بعمله ويتسنّى للجميع شراء الحلويات.
ولفت نديم عيسى موظف إلى أن الحلويات أصبحت بالفعل خارج قائمة الأولويات منذ عدة سنوات، وأضاف: على ما أذكر كان آخر كيلو مشبك اشتريته في العام الماضي، أما الآن، فإنني لا أعلم أي شيء عن أسعار الحلويات، وحتى الأنواع الشعبية منها كالهريسة والمشبك، وصرنا نكتفي بتجهيز كمية من “أقراص” العيد في المنزل.
هناء أحمد (ربة منزل)، أكدت أن حلويات العيد لم تعد حاجة أساسية للأسرة، فهناك أولويات في المصروف والتزامات أهم كتكاليف الدورات التعليمية والمواصلات والحاجات الغذائية الأساسية التي تحتاجها الطبخات اليومية.
وأكد حسن خليل أن حلويات العيد التي ارتبطت مع أشياء أخرى في ذاكرته الطفولية ارتباطاً كبيراً مع فرحة الأعياد، أصبحت الآن مهددة بالتراجع أمام مزاحمة أشياء ومصاريف أكثر ضرورة. وأضاف: أخطط مع زوجتي لتجهيز كمية من “المعمول” في البيت، إذ لا بد من تلبية متطلبات الأولاد، وخاصة بعد أن وصل سعر أرخص بسكوتة إلى 3000 ليرة.
وتفاوتت أسعار الحلويات بين محل وآخر في أسواق بانياس وطرطوس، حيث تراوح سعر الغريبة بين 70 و الـ 200 ألف ليرة، والمعمول بجوز ١٠٠ ألف ليرة، والتمر ٦٠ ألفاً، والبيتفور بأنواعه بـ 70 ألف ليرة، والبقلاوة المصنوعة بفستق عبيد وسمن نباتي بين 35 والـ 45 ألف ليرة، وبلغ سعر الكيلو من الوربات بقشطة 40 ألفاً، والبرازق 100 ألف، وسعر قطعة الشعبيات بالجوز 8000 ليرة وبقشطة 6000 آلاف.
من جانبه، مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس نديم علوش، أكد أن المديرية وضعت برنامج عمل مكثفاً لدوريات حماية المستهلك لرقابة الأسواق وسحب عينات من الحلويات والسكاكر لوازم العيد، وقمع أي حالة غش أو تلاعب بالأسعار، وتنظيم الضبوط بحق المخالفين وفق القانون.