قوّة خارقة تعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات ..العالم يتخبّط بين الخوف والطمأنينة
تشرين – رصد:
برز الذكاء الاصطناعي قوة تحويلية تعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات في أنحاء العالم، لكن استثمار رأس المال الجريء في هذه التكنولوجيا الجديدة يختلف عبر الدول باختلاف الاستراتيجيات والأولويات والرؤى، حسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي.
في أمريكا، الابتكار يحركه السوق، إذ تعمل الاستثمارات الخاصة الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي على إحداث تحول في قطاعات مثل المركبات ذاتية القيادة.
وكذلك تسعى للتحول في قطاعات الرعاية الصحية، والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، باستثمارات بلغت 290 مليار دولار من رأس المال الجريء على مدى السنوات الخمس الماضية.
ومن المتوقع أن يعزز الذكاء الاصطناعي نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنسبة 0.5% إلى 1.5% على مدى العقد المقبل، أي ما يراوح بين 1.2 تريليون دولار و3.8 تريليونات دولار.
وتدفقت استثمارات كبيرة على مجال الرعاية الصحية، مدفوعة بموافقة إدارة الغذاء والدواء على أجهزة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل نظام الكشف المبكر عن اعتلال الشبكية السكري.
من جهة أخرى، قدمت الحكومة الاستراتيجية الفيدرالية للحوسبة السحابية التي تهدف إلى تحديث وتأمين البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في أنحاء البلاد.
في المشهد الصيني، يتوقع أن تتجاوز سوق الذكاء الاصطناعي 61 مليار دولار بحلول 2025، حيث تعكس بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن شركات رأس المال الجريء استثمرت نحو 120 مليار دولار في النظام البيئي للذكاء الاصطناعي في الصين، ولاسيما في المركبات ذاتية القيادة وأجهزة استشعار الروبوت وأجهزة تكنولوجيا المعلومات.
والمبادرات الاستراتيجية مثل “صنع في الصين 2025” والخطة الوطنية لتطوير الذكاء الاصطناعي، جعلت من الصين أكبر سوق في العالم للروبوتات الصناعية، حيث تمتلك 52% من المنشآت العالمية. كما أنها تحتضن 20 مركزاً للذكاء الاصطناعي.
يابانياً، تستفيد طوكيو من الذكاء الاصطناعي لمعالجة التحديات الديموغرافية، مثل شيخوخة السكان وتقلص القوى العاملة. وستحفز مبادرة المجتمع الحكومية، التي ترمي إلى دمج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، الابتكار والنمو الاقتصادي.
ويسهم الإطار التنظيمي للبيئة التجريبية التشريعية في تسريع الابتكار، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، وتوليد فرص لرواد الأعمال والشركات في الخارج.
ويهدف إنشاء وكالة اليابان الرقمية في 2021 إلى تسريع التحول الرقمي، وقد تضيف ما يصل 735 مليار دولار إلى الاقتصاد بحلول 2030.
وعلى صعيد الهند، يتوقع أن تصل سوق الذكاء الاصطناعي إلى 17 مليار دولار بحلول 2027، بنمو 25 – 35% سنوياً اعتباراً من 2024. ويرجع النمو إلى ارتفاع الإنفاق على التكنولوجيا، وتكاثر المواهب، وزيادة الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي.
مع توقع 881 مليون مستخدم للإنترنت لتجارب مخصصة، يعمل الذكاء الاصطناعي على إحداث ثورة في استراتيجيات التسويق. فهو يعزز الكفاءة والاستهداف وعائد الاستثمار، ما يوفر فرصاً مربحة لتزدهر الأعمال في البلاد.
أوروبياً، تبرز ألمانيا قوة في الابتكار والعلوم في الذكاء الاصطناعي. وتتمتع ببيئة نابضة بالحياة، تجتذب استثمارات كبيرة من عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين. تخطط “مايكروسوفت” لاستثمار 3.2 مليارات دولار في البنية التحتية الألمانية، وتسعى “أبل” وراء شركة بت بوت الألمانية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وعلى الجانب العلمي، خصصت ألمانيا أكبر تمويل في الاتحاد الأوروبي لأبحاث بيانات الدماغ القائمة على الذكاء الاصطناعي.
تضع هذه التطورات ألمانيا لاعباً رئيساً في مجال الذكاء الاصطناعي. وتخطط لمضاعفة تمويلها للذكاء الاصطناعي، بهدف منافسة عمالقة التكنولوجيا مثل الصين والولايات المتحدة.