طوابير طويلة أمام “عقاري” جبلة.. وأهالي الريف يطالبون بإحداث مكاتب خدمة في نواحيهم
تشرين – باسمة اسماعيل:
من اليوم العاشر من كل شهر وحتى العشرين منه، يبدأ الازدحام على صرافات المصرف العقاري في جبلة، وذلك لتزامن قبض المتقاعدين والموظفين رواتبهم، وقد ذكر ممن التقتهم “تشرين”، أنهم يأتون منذ بداية اليوم ويتحمّلون عناء الانتظار والمواصلات، لكي يتمكنوا من إيفاء بعض ديون الشهر الفائت ليستطيعوا الاستمرار في الدين.
وأشار آخرون إلى أنهم لا يتمكنوا من القبض بسبب نفاد السيولة المالية من الصرّاف، ما يضطرهم إلى العودة مرة أخرى، وهذا يحمّلهم أعباء مالية وإرهاقاً نفسياً وجسدياً بسبب المواصلات.
وطالبوا بإحداث مكاتب في نواحي جبلة الكبيرة، فهي ستساعد في التخفيف عنهم مادياً وجسدياً، وتخفّف من الازدحام عن صرافات المدينة، فمثلاً ناحية القطيلبية والدالية وعين الشرقية وبيت ياشوط والبودي، تتبع لكل منها قرى ومزارع عدة، وأغلبهم يؤمها لشراء بعض حاجياته الأساسية، فإحداث مكاتب كهذه ضروري، وخاصة أن أغلبهم من كبار السن.
فيما أكدّ آخرون أنّ مشكلة التقنين الكهربائي لم تعد موجودة، فأغلب الصرافات تبقى بالخدمة إلا ما ندر، ولكن المشكلة أنه لا يوجد سيولة مالية فيها، مبينين أنه لو حلّت هذه المشكلة سيكون لها أثر كبير، و خاصة أن سكان المدينة يكون لهم متسع من الوقت يأتون متى شاؤوا ويتركون فترة الصباح لسكان الريف.
من جانبه، بيّن مدير فرع المصرف العقاري في جبلة الدكتور علاء الدين زهيري لـ “تشرين” أنه يوجد في المصرف/8/ صرافات، منها /5/ صرافات داخل حرم المصرف وهي بحالة جيدة، واثنان أمام المصرف، يعملان منذ بداية الدوام الرسمي حتى الثانية عشرة ليلاً.
وأضاف: التوقف الآني لهذه الصرافات مرتبط بانتهاء الرصيد الذي لا يمكن تغذية الصراف به حتى اليوم التالي صباحاً، أو مرتبط بفشل كهربائي ناتج عن فصل “الأمبير” الذي يغذّي الصرافين، لافتاً إلى أنّ تأمين الصراف الخارجي/25/مليوناً، والصراف الداخلي /10/مليون ليرة.
وبيّن زهيري أنه تم مؤخراً رفع كتاب إلى الإدارة العامة للمصرف العقاري، بغية رفع سقف التأمين على الصرافات، لتصل إمكانية تغذيتها إلى /60/مليون ليرة للصراف الخارجي، و/30/ مليون ليرة للصراف داخل المصرف، وبالتالي ستحلّ مشكلة نفاد السيولة فيها، علماً أن طاقم عمل الصرافات يعمل بكامل طاقته لخدمة الزبائن، مشيراً إلى وجود صراف معطل داخل المصرف، بالإضافة لصراف آخر قرب البلدية منسق لعدم وجود قطع تبديل له، أما صراف القرداحة فهو جاهز للعمل، لكنه يحتاج إلى حجز دارة، ونتواصل حالياً مع مديرية الاتصالات في اللاذقية والإدارة العامة للمصرف العقاري لتشغيله في أقرب وقت ممكن.
وحسب زهيري أصبح بإمكان المواطن الاستعلام عن الرصيد بشكل مباشر على شاشة الصراف، من دون الحاجة لطلب إيصال مطبوع، وخاصة في ظل نقص الأوراق الخاصة بالطباعة.
أما بالنسبة للازدحام الحاصل على الصرافات أو أمناء الصناديق، فأوضح أنه يتركّز بين 10-20 من كل شهر، فمعظم مَن رواتبهم من العقاري يأتون بهذه الفترة، المتقاعدون والموطنة رواتبهم على المصرف العقاري الذين لم تصدر بطاقاتهم بعد، والتي يتجاوز عددها/11.5/ ألف حساب، عدا عن حسابات الودائع والتوفير التي تتجاوز /16/ ألف حساب، ما يسبب الازدحام والضغط على الصرافات وأمناء الصناديق، وأمل من المواطنين ممن لديهم القدرة على سحب أموالهم خارج هذه الفترة أن يفعلوا ذلك، ما سيكون له أثر إيجابي عليهم وعلى المصرف بالتخفيف من الازدحام وتقديم الخدمة بشكل أفضل، وخاصة أن المصرف العقاري مرتبط شبكياً مع مصارف خاصة وعامة عدة، المصارف الخاصة (بيمو – العربي – سورية والمهجر – التجارة والتمويل – فرانسبنك – الأردن وسورية) المصارف العامة (مصرف التسليف الشعبي – مصرف التوفير) يستطيع أي مواطن موطّن راتبه بالعقاري السحب منها، وهذا أيضاً سيساعد على تخفيف الضغط والازحادم.
أما فيما يتعلق بمطالبات المواطنين بفتح مكاتب خدمة لهم في نواحي جبلة الرئيسية مثل (القطيلبية – الدالية – عين الشرقية – بيت ياشوط – البودي)، فأكد زهيري أنه مرتبط بالقدرة على تجهيز هذه المكاتب تقنياً ومادياً، ونعمل حالياً وبتوجيه من محافظ اللاذقية على افتتاح كوة للمصرف في مركز خدمة المواطن الرئيسي في جبلة، ومستمرون بالعمل على استكمال نواقص الكوة حالياً، وعند الانتهاء من تجهيزها سيتاح من خلال هذه الكوة العديد من الخدمات، أهمها دفع رسوم المالية والبلدية المستحقة على الوثائق والخدمات التي يقدمها مركز خدمة المواطن.
وفي ردّه عن الصعوبات والمعوقات التي تعوق عمل المصرف بالشكل الأمثل، أشار إلى أنها تتمثّل في تأمين مستلزمات العمل المصرفي من أدوات وتجهيزات، وهناك صعوبة في تأمينها نتيجة ظروف الحصار على بلدنا، ويعدّ سبباً رئيسياً لعدم إصلاح الصرافين المذكورين سابقاً، وأيضاّ رفع مبلغ التأمين على الصرافات.
وبيّن زهيري أنّ المصرف منح منذ افتتاح القروض فيه بتاريخ 2/2 من هذا العام حتى نهاية تشرين الأول /1208/قرضاً قيمتها حوالي عشرة مليارات ليرة، منها /1046/ قرضاً شخصياً، قيمتها حوالي تسعة مليارات ليرة، والبقية توزع على قروض الترميم والشراء وغيرها من أنواع القروض التي يتعامل بها المصرف.
كما بلغ رصيد الودائع خلال هذا العام حوالي /14/ مليار ليرة، في حين وصلت السحوبات حوالي/20/ مليار ليرة، أما الحسابات المفتوحة (تجاري الرواتب) فوصل عددها إلى /11500/ حساب، وحسابات التوفير/6254/ حساباً، وودائع القطاع الخاص وصلت إلى /10243/ حساباً.
ونوّه بأنه تم إنشاء صفحة على “الفيس بوك” باسم (البنك العقاري فرع جبلة)، هدفها التواصل مع المواطنين، وتلقّي كافة استفساراتهم وشكاويهم والإجابة عليها خلال أقل من/24/ ساعة، وكل ذلك بغية ضمان الوصول إلى رضا الزبائن وحل مشكلاتهم التي تعترض عملهم في المصرف.