من إعلام العدو: هكذا اختارت «إسرائيل» أن تكون نمراً للشعارات بدلاً من السياسة.. والفلسطينيون يبدون روحاً قتالية عنيدة

تشرين- ترجمة وتحرير- غسان محمد:
تحت عنوان- لقد أصبحت «إسرائيل» في السنوات الأخيرة نمراً يرفع الشعارات كبديل للسياسة- كتب عضو الكنيست السابق أبراهام بورغ، في صحيفة «هاآرتس» أن الكلمات الفارغة التي تفوّه بها مسؤولون إسرائيليون رفعوا مقولة «معاً سننتصر» خلال العقود الماضية، تحوّلت إلى ثقب أسود، انهارت فيه الطاقة الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول الماضي. والسؤال: مع من سننتصر، وما هو نوع هذا الانتصار..؟ أيضاً، من هو العدو الذي يجب هزيمته، سكان غزة أم الفلسطينيون أم العرب..؟
وتابع بورغ قائلاً: إذا أصغينا إلى صوت الجمهور الإسرائيلي وصداه في الحكومة، فلا نجده بعيداً عما تقوله التوراة: محو الفلسطينيين من تحت السماء، وتسوية غزة بالأرض وتحويل خرائبها إلى منتزهات، وطرد الفلسطينيين كي نستوطن مكانهم، ونكوي وعيهم بأنهار من الدماء، وكل ذلك بأسلوب لاستكمال مهمات لم نتمكن من استكمالها عام 1948.
لقد بدأ هذا الخطاب الذي يتجاهل الفلسطينيين من مقولة «شعب بلا أرض لأرض بلا شعب»، واستكمل من قبل أغلبية رؤساء الحكومات الإسرائيلية، مروراً بشبكة الشوارع الالتفافية والجدران الفاصلة التي تفصل بين الإسرائيليين والواقع، لكن كل ذلك لم يغيّر من الواقع وحقيقة أن الفلسطينيين لا يزالون هنا، فمن الواضح أن جميع الهجمات والحروب الإسرائيلية على الفلسطينيين، أثبتت أن «إسرائيل» لم تتمكن من محو وجودهم وقضيتهم السياسية، وحتى حين كانوا يدفنون موتاهم، كانوا ينهضون من تحت ركام الحرب، لترتفع راية قضيتهم مجدداً وتصبح أكثر علواً، هكذا حصل بعد حرب لبنان وحصار بيروت وبعد الانتفاضة الثانية وحرب «السور الواقي» والعدوان المتكرر على قطاع غزة، الذي تمنى رابين أن يغرقه في البحر، ولم يتمكن أرييل شارون من محوه من الوجود، فانسحب منه مرغماً، وظلت غزة تقاوم لاستعادة الوطن.
بغض النظر عن نتائج الحرب الحالية التي تشنها «إسرائيل» على غزة، يعترف المحللون العسكريون الإسرائيليون بأن الجيش الإسرائيلي يواجه مقاومة باسلة ومعارك ضارية تعيق تقدمه على الأرض، ومن المرجح أن تمنعه من تحقيق أهدافه العسكرية، ما يؤكد أن المقاومين الفلسطينيين يبدون روحاً قتالية عنيدة، ولم يستسلموا في أي موقع وقاتلوا حتى الموت، ما يعني أن التحدي أمام قواتنا سيكون أكثر صعوبة في قلب غزة.
وفي صحيفة «يديعوت أحرونوت»، كتب المحلل ناحوم برنياع، أن بنيامين نتنياهو، لا يريد حسماً في غزة، لأنه يعرف أن لجنة التحقيق ستأتي بعد الحسم، والأهم أن عملية إقالته ستبدأ على الفور، ولهذا السبب ستكون عملية طويلة وغير حاسمة يتم وقفها من قبل الأميركيين في مرحلة معينة، وفيما يتعلق بالحديث عن اليوم التالي بعد الحرب، حسب التعبير الإسرائيلي، يبدو أن هذا الحديث سابق لأوانه، لأن المقاومة الفلسطينية بعيدة جداً عن الاستسلام، كما أن فكرة إخراج قيادات المقاومة من غزة مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، لا تتعدى كونها رغبة إسرائيلية، في وقت يتضح فيه أن نهاية الحرب لا تبدو في الأفق، وإن «إسرائيل» تخسر في مجال الوقت والمال والمصداقية.
في المحصلة، هنالك العديد من المؤشرات التي تفيد بأن مهلة الضوء الأخضر الذي تعطيه أميركا والغرب لـ«إسرائيل» لإنهاء عمليتها العسكرية بأي ثمن تقترب من النفاد، وخاصة أن الجاليات اليهودية في العالم تشعر بالقلق من أن انتشار صور القتل والدمار الإسرائيلي في غزة، بدأت تأخذ صفة إبادة جماعية، وستجعل المراكز اليهودية أهدافاً مشروعة، للهجوم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار