من إعلام العدو.. بينما يواجه الإسرائيليون خطراً وجودياً.. نتنياهو يهتم ببقائه الشخصي
تشرين- غسان محمد:
كتب المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” ألون بن دافيد، أنه رغم أن أصوات نحيب الإسرائيليين، تُسمع في جميع أنحاء “إسرائيل” اختار مهندس الدمار، بنيامين نتنياهو، الاستماع إلى الأصوات الأخرى التي تساعده في إيجاد طريق الهروب من المسؤولية، كما أنه يحشد لحرب أخرى، من أجل بقائه الشخصي.
نتنياهو، لا يواسي عائلات القتلى، ولا يزور الجرحى، ولا يعانق أهالي الأسرى، رغم الجحيم الذي يشعرون به. فهو لا يزور سوى مناطق خيالية، ويلتقط صورة مع الجنود في الخلفية، بعد أن يقوم أفراد أمنه بتصوير الجميع وهم يفرغون الخراطيش من سلاحهم. وعلى عكس ونستون تشرشل، فهو لا يملك الشجاعة لإيقاف موكبه والنزول للتحدث مع الأشخاص في الشارع. فهو يعلم أنه ستتم إدانته وطرده بطريقة مهينة. والأسوأ من ذلك أنه يبدو في الأيام الأخيرة أنه لا يملك حتى الشجاعة اللازمة لتحقيق هدف الحرب الذي حدده: تدمير القدرات العسكرية للمقاومة الفلسطينية في غزة.
لقد فشل الجيش الإسرائيلي، استخباراتياً وعملياتياً وعلى مستوى القيادية، في تحديد التهديد والاستعداد له والرد عليه، وكذلك فعل الشاباك. وبعد أن استفاقوا من صدمة المفاجأة، سارع جميع المسؤولين في الجهاز الأمني إلى تحمل مسؤولية الفشل: من وزير الحرب ورئيس الأركان وغيرهم. وبينما يقول قادة الجيش إن المهم هو تدمير قوة المقاومة الفلسطينية، فإن رئيسهم يركز على حفر فتحة الهروب الشخصية الخاصة به. لكنه، لن يستطيع هذه المرة التهرب من المسؤولية.
لقد أرسل الأمريكيون إلينا ثلاثة جنرالات من ذوي الخبرة العالية الذين أوصوا بأن يتحرك الجيش الإسرائيلي، بمنطق السحق حتى التدمير. وحتى لو كان هذا ضرورياً، فإنه ليس كافياً، ففي قطاع غزة الذي سيتم التنازل عنه للفلسطينيين يجب ألا تكون هناك، من وجهة النظر الإسرائيلية، أي قوة عسكرية يمكن أن تشكل تهديداً على “إسرائيل”.