تعاون صيني عربي في  عدة مجالات تهم الشباب..بروفسور في جامعة شنغهاي ل “تشرين”: التنمية والشباب هدف التعاون

شنغهاي – لُجين سليمان

طرحت الصين ما يسمى بـ “الأعمال الثمانية المشتركة” لتعزيز التعاون البراغماتي بين الصين والدول العربية، وسيكون الشباب جزءاً من هذا الجانب إذ سيتم  تفعيل مشروع التعاون 10+10 بين الجامعات الصينية والعربية، بما يؤسس لتعاون قوي بين الجانبين الصيني والعربي.
في شرح لفكرة “مشروع التعاون 10+10” أشار الدكتور “وانغ غوانغدا” البروفسور في جامعة “شنغهاي للدراسات الدولية” و المدير التنفيذي لـ “مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية” في تصريح خاص لـ “تشرين” إلى أنه كان مطروحاً في البداية أن يتضمن التعاون الصيني العربي في المجال الأكاديمي 10 جامعات من الجانب الصيني و 10 من الجانب العربي، ولكن ونظراً إلى الرغبة في أن يشمل هذا التعاون عدداً أكبر من الدول العربية فقد تم توسيع إطاره ليشمل 10 مجالات من كل جانب بدلاً من 10 جامعات”.
وأما عن تلك الأعمال الثمانية المشتركة بين الجانبين الصيني والعربي فلفت الدكتور “وانغ غوانغدا” إلى أن تلك الأعمال تتمثل في التعاون المشترك في عدة جوانب مثل: ” التنمية، الأمن الغذائي، الصحة، التنمية الخضراء والابتكار، أمن الطاقة، الحوار بين الحضارات، تأهيل الشباب، والعمل المشترك على ترسيخ الأمن والاستقرار”.
وأشار البروفسور “وانغ” إلى أنه في مجال التنمية مثلاً “سيتباحث الجانب الصيني مع الجانب العربي لتنفيذ مشاريع المساعدات والتعاون الإنمائي بقيمة 5 مليارات يوان صيني، وسيتم تقديم الدعم من خلال القروض الائتمانية وخطوط الائتمان للجانب العربي بناء على احتياجاته التمويلية للمشاريع التي تشمل القدرة الإنتاجية والبنية التحتية والطاقة والتمويل الأخضر وغيرها من المجالات، وكذلك سيتم العمل على وصول حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية إلى 430 مليار دولار أمريكي بحلول عام2027  “.
وأما في مجال الأمن الغذائي فلفت البروفسور “وانغ” إلى أنه “ستشارك الصين الجانب العربي في إنشاء 5 مختبرات مشتركة للزراعة الحديثة، وإجراء 50 مشروعاً نموذجياً للتعاون التقني في مجال الزراعة، وسيبعث 500 خبير للتقنيات الزراعية إلى الجانب العربي لمساعدته على زيادة إنتاج الحبوب ورفع القدرة على الحصاد والتخزين والحد من الفقد للغذاء ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي”. لافتاً إلى أنه سيتم إطلاق تعاون في مجال الصحة أيضاً من خلال “تنفيذ 5 مشاريع للتعاون في الطب الصيني التقليدي والأدوية الصينية في الدول العربية، مع مواصلة بعث فرق طبية صينية إلى الدول العربية للعمل فيها، وإجراء 2000 عملية جراحية خيرية لعلاج إعتام عدسات العين”. وكذلك في مجال التنمية الخضراء والابتكار “فسيتم تنفيذ 5 مشاريع لتعاون الجنوب – الجنوب لمواجهة تغير المناخ؛ وسيدعم جهود الجانب العربي في مكافحة الكوارث”. وحتى في مجال الطاقة “سيُبنى المركز الصيني العربي للتعاون في الطاقة النظيفة ودعم شركات الطاقة والمؤسسات المالية الصينية للمشاركة في مشاريع الطاقة المتجددة في الدول العربية، والتي تتجاوز قدرتها المركبة الإجمالية 5 ملايين كيلوواط”.
هي مجالات كثيرة للتعاون تستهدف الكثير من الجوانب، وستركّز على الجيل الشاب فقد أشار البروفسور “وانع” إلى أنّ : “جيل الشباب هم المستقبل للأمتين الصينية والعربية وكذلك مستقبل العلاقات الودية بين الصين والدول العربية”
يشار إلى أنّ وتيرة التعاون الصيني العربي تتسارع  في المجال الأكاديمي، إذ إنه وخلال الأسبوع الماضي تم توقيع عدة مذكرات تفاهم في المجال العلمي بين الجانبين الصيني والعربي في مدينة شنغهاي، الأولى بين “الجمعية الصينية للتعليم العالي” و”اتحاد الجامعات العربية”، هذا بالإضافة إلى إطلاق “الأمانة العامة لرابطة الجامعات الصينية والعربية” إذ تمت إزاحة الستار عن لوحة الأمانة العامة من قبل المسؤولين الصينيين والعرب الموجودين، كما تمّ الإعلان عن إنشاء معهد أبحاث لرابطة الجامعات الصينية والعربية في جامعة “نينغشيا” في شمال غرب الصين.
يُذكر أنّ ما سبق ذكره من مشاريع يدخل في إطار التعاون المشترك بين الجانبين الصيني والعربي والذي يستهدف بشكل كبير تفعيل دور الجيل الشاب، وستتبعه عدة خطوات تنفيذية في عدد من الجامعات ومراكز الأبحاث الصينية والعربية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار