إعادة تدوير الملابس القديمة فكرة رائجة للتحايل على الغلاء

تشرين- آلاء هشام عقدة:
في ظل ارتفاع أسعار الألبسة لجأ العديد من الأسر لإعادة تدوير القطع الموجودة في خزانتهم لسنوات طويلة والمكدسة من دون الاستفادة منها لتصبح ذات فائدة ومواكبة للموضة، إعادة التدوير مفهوم تكرس لدى العديد من الأسر للتحايل على موجة غلاء الأسعار ولجعل القطع التي بلا قيمة ذات فائدة للعديد من أفراد الأسرة من خلال تحويلها سواء لملابس، أو حقائب، أو قماش للمطبخ للزينة.

فكرة مذهلة ونتائج جيدة
منى ربة منزل ذكرت لـ”تشرين”: لدي العديد من القطع التي مضى عدة أعوام من دون أن أفكر في ارتدائها سواء لأنها لا تواكب الموضة أو لم تعد تناسب مقاسي، وأضافت: كنت أتبرع ببعض منها لمن هو محتاج، لكن حالياً في ظل موجة الغلاء أصبح شراء قطعة جديدة يحتاج مبالغ باهظة، لذلك لجأت لفكرة إعادة تدوير بعض من هذه الملابس من خلال خيّاطة تروج لأعمالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفعلاً بدأت ببعض القطع وأذهلني ما تقوم به من تغيير مجرد إضافات بسيطة توحي بأن القطعة جديدة ومن خلال إدخال رسومات تواكب الموضة، الآن أصبح لدي هوس في تدوير كل ما لدي فالفكرة أعجبتني والتكلفة بسيطة مقارنة بسعر السوق.

قديمة جديدة
من جهتها بيّنت نجوى أن فكرة إعادة التدوير قديمة جديدة حيث كانت جداتنا تحول الجينز التالف لقطع صغيرة تستخدم في حمل أواني الطعام الساخن، وتحويل الشراشف التالفة لوجوه مخدات حالياً، مضيفة: إعادة التدوير لا تتوقف عند حدّ معين وتعود لشطارة الخياطة وابتكارها، حيث قمت بتدوير عدة قمصان لزوجي لفساتين وبلوز لطفلتي ذات الثلاثة أعوام وبنطال جينز رجالي لبنطال طفلة وهو لا يحتاج إلى إضافات مكلفة، وأجرة الخياطة تعدّ جداً بسيطة مقارنة مع الجديد.
الكهرباء عائق في العمل
نورمان أحمد تعمل في منزلها الكائن في الرمل الشمالي، تؤكد أن الأمر في البداية كان مجرد هواية ثم تحول إلى مهنة بسبب الظروف الحالية، وأضافت: لم أخضع لدورات في الخياطة ولم أشارك في معارض، أعمل على إعادة الجينز لحقائب للأصدقاء وحالياً بدأت باستقبال طلبات من زبائن.

وأشارت إلى أنها تعتمد على الجينز القديم لدى الزبون، وتضيف: أقوم بالتفنن بالقطعة لكن المشكلة أن المهن اليدوية يتم استغلالها ولا يتم تقدير الجهد المبذول، مؤكدة أن الكهرباء تعدّ أكبر عائق في العمل .

إقبال جيد
أما نادرة السلام فتعمل في إعادة التدوير منذ زمن، ودراستها ضمن نطاق عملها وهي فنون تطبيقية وتشكيلية، إذ بيّنت أن هناك إقبالاً على إعادة التدوير بما أن الألبسة الجاهزة أسعارها مرتفعة والأقمشة أيضاً.

وأوضحت أنها أقامت دورات تدريبية لفئات عمرية مختلفة من خلال تدوير أي مواد أولية متوفرة من قطع بلاستيكية أو كرتون، مضيفة: لدي قدرة على تحويل وإعادة تدوير أي شي من الملابس، وجميع الموديلات تنجح عند تنفيذها حسب نوع القماشة الملائم للموديل وحسب القطعه التي سيتم تعديلها.

وحسب نادرة، فإنّ ما يميز القطعة المعاد تدويرها أن البنت تحصل عليها من أمها والصبي من والده أي فيها محبة ومشغولة حسب قدرة الزبون، وبالنهاية المواد الأولية متوفرة من القطعة نفسها وأحصل فقط على أجرة عملها.

صديق للبيئة ويوفر يداً عاملة

ورأى الباحث الاقتصادي باسل زينة أن موضوع إعادة تدوير الملابس ليس مجدياً اقتصادياً رغم أنه موجود بنسبة قليلة، وذلك لأن المتعارف عليه في مجتمعنا هو إعطاء الملابس- بعد فصلي السنة الرئيسين الصيف والشتاء- للناس المحتاجين لها.

وأضاف: مرة واحدة لجأت إلى هذا الأسلوب من إعادة تدوير طقم جديد لدي ليصبح على مقاسي ولا أعتقد أن هذا الأمر يندرج ضمن إعادة التدوير، وبين زينة أنه لمعرفة نسبة الإقبال على إعادة التدوير يجب عمل استبيان وتوزيعه على مختلف فئات المجتمع من فقراء وميسوري الحال، لأن ميسوري الحال يلجؤون لألبسة البالة أكثر من إعادة التدوير، لأنها أرخص من أجرة الخياط حالياً.

وحسب زينة، إذا كانت هناك إعادة تدوير للملابس فهو أمر صديق للبيئة لأنه يوفر كثيراً من تصنيع الملابس، ومن القطع الأجنبي من خلال تقليل استيرادها، وينشط مهنة الخياطة ويوفر يداً عاملة جديدة، لافتاً إلى أن إعادة التدوير لها شروط، منها أن يكون القماش يحافظ على رونقه ولونه إلى حدٍّ ما.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار