الامتحانات والمستقبل وأشياء أخرى

أكثر من نصف مليون طالب وطالبة يتوجهون هذا الأسبوع، للتقدم إلى امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة بفروعها كافة للعام الدراسي الحالي، ووفق ما أعلنت عنه وزارة التربية في وقت سابق وصل العدد الإجمالي إلى  583234 طالباً وطالبة.

نأمل بداية أن تكون الوزارة قد أنجزت مختلف الجوانب المتعلقة بالعملية الامتحانية بالصورة المثلى، التي تؤمن الراحة التامة للطلبة المتوجهين للمقاعد الامتحانية، وأن تكون قد وجهت كوادرها المختلفة المشرفة على العملية الامتحانية، لتتعامل بروح المسؤولية من جهة، وبأبوية من جهة أخرى في تأمين الأجواء المناسبة والمريحة، لطلبة بذلوا الجهد الكبير خلال العام، ليصلوا إلى اليوم الذي يقال فيه: ” في الامتحان يكرم المرء أو يهان”

من المؤسف فعلاً أن أياماً محدودة لامتحانات الطلبة في الشهادتين تحدد مصير الطلبة، وتضعهم أمام مفترق طرق في حياتهم ومستقبلهم، وعلى أساسه يحدد الطالب أو الطالبة ماهية عمله في المستقبل.

ألم يحن الوقت للخروج من دوامة هذه الحالة، التي ما زالت في جلها تعتمد على الذاكرة الحفظية للطالب، لتحديد مستقبله.

صحيح أننا شهدنا مرحلة لتطوير المناهج، والخروج كما قيل من عباءة الذاكرة الحفظية، التي كانت هي السمة الغالبة في كل مناهجنا سابقاً، لكن حتى هذه الحالة كانت مثار جدل من المدرسين أنفسهم، الذين انقسموا بين مؤيد لها ومعارض لها، بحجة صعوبتها من جهة، وعدم توافر الأدوات المساعدة لتحقيقها في الكثير من المدارس من جهة أخرى، إلا إذا استثنينا مدارس المتفوقين من هذه المسألة في توافر العوامل المساعدة.

وهناك مسألة أخرى في غاية الأهمية تتعلق بمخرجات التعليم الناتج في حصول الطلبة على الشهادتين، وما زالت دون الطموح والأماني تجاه ربط التنمية بالمجتمع، وخاصة بالربط مع الجامعة، نظراً لعقلية العلامة التي يحصل عليها الطالب، وتحكم دخوله هذا الفرع أو ذاك، من دون العمل على سبر اهتمامات الطلبة، والوصول إلى ما يساهم في تأمين الفرص للمتفوقين كل حسب ميوله، بعيداً عن الخيارات الحالية.

إن مستقبل الأمم ونهضتها متعلق بأبنائه وبالعلم والمعرفة، التي تتحقق من خلال جيل واعٍ مثقف مدرك لاحتياجات وطنه، وعتاده وقوته العلم والمعرفة، وهذا ما ينبغي العمل عليه، فالعلم يبني بيوتاً لا عماد لها…والجهل يهدم بيت العز والكرم.

باختصار: لتتضافر الجهود كافة بين وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، وبقية الوزارات المعنية لبناء منظومة تعليمية خلاقة تعالج مختلف المشكلات التي نعاني منها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار