معذورون..!

حين تغلق السُبل ويضيق أفق الحياة يتسلّل اليأس وتتلاشى فسحة الأمل، هذه حال شبابنا اليوم، تراهم باحثين عن فرصة عمل خارج حدود بلدهم، وربما  في بلدان مجاورة، قد لاتكون أجورهم فيها جيدة ولا مجالات العمل تناسب اختصاصاتهم أو مهنهم، ولكنهم قبلوا بها على مضض.
ظاهرة ليست وليدة اليوم، ولكنها باتت مؤخراً في ازدياد ملحوظ، وتحزّ في النفس، فالعشرات يهاجرون يومياً إلى المجهول، وتسرّب للطاقات الشابة  والكفاءات الباحثة عن فرصةعمل، ربما توفر لها حياة كريمة.
كلّهم لديهم أعذارهم، فالدخول هزيلة والغلاء ابتلع كل شيء، حتى طال أحلام الشباب وأرباب الأسر، فبات تأمين مسكن متواضع ضرباً من الخيال، وصارت ظروف الحياة أصعب مما يمكن تحمّله.
آمال شبابنا اليوم تكبر في المغترب، وطاقاتهم تذهب للغير، فكم إنجاز حققه الكثيرون منهم في الخارج وكم أبدعوا وقدّموا خدمات في بلدان الاغتراب، وفي كل المجالات، في وقت تعاني فيه مؤسساتنا من تسرّب كوادرها والنقص الشديد في أعدادهم ومن ندرة في جميع الاختصاصات، وهي بأمس الحاجة إليهم؟
لا يمكن نكران أن ظروف الحرب والحصار فعلت فعلها، ولكن ما يحصل أشبه بنزيف بشري، وبلدنا فيه الكثير من الخيرات وفرص العمل، وبحاجة إلى كل أبنائه. نحتاج اليوم فعلاً إلى خطوات جريئة  وإجراءات تشجّع تلك الكوادر والكفاءات  وتستقطبهم لتوظّف طاقاتهم، من خلال دعمهم وتوفير مجالات عمل تنعكس عليهم بما  يتناسب، ولو بأبسط المستويات، مع مستلزمات حياتهم وتستفيد من طاقاتهم.
هذا الموضوع بات  أكثر من ضرورة وأكثر من ملحّ، ويحتّم أن يكون الاهتمام به أولوية لصانعي القرار، وإلا سيأتي يوم ونرى فيه النسبة العظمى من شبابنا وكفاءاتنا يصنعون مستقبلهم خارج حدود الوطن، و نحن بأمس الحاجة إليهم!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار