في رسالة تهنئة بمناسبة شهر رمضان وعيد الفطر… السفارة البابوية في سورية تدعو لإيجاد السبل لمواجهة تحديات العيش المشترك السلمي

تشرين:
أكدت السفارة البابوية للكرسي الرسولي لدولة الفاتيكان في سورية (سفارة الفاتيكان)، أنّ شهر رمضان الكريم يكتسي أهمية كبيرة ليس فقط بالنسبة للمسلمين ولكن أيضاً لأصدقائهم وجيرانهم ومعارفهم وأتباع الديانات الأخرى، وبخاصة المسيحيين.. حيث تتعزز الصداقات القائمة وتُبنى أخرى، ما يمهد الطريق لعيش أكثر سلاماً وانسجاماً وبهجة، وهذا يتوافق مع الإرادة الإلهية لجماعاتنا، وفي الواقع لكافة أعضاء العائلة البشرية الواحدة وجماعاتها.
وبمناسبة شهر رمضان الكريم وعيد الفطر السعيد، أهدت السفارة البابوية لصحيفة “تشرين” نسخة عن نص رسالة نيافة الكاردينال ميغيل أنخيل أيوزو غويغسوت، رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان، الموجهة إلى الإخوة المسلمين في العالم، بعنوان: المسيحيون والمسلمون: معاً لتعزيز المحبة والصداقة.
وجاء في نص الرسالة أن العيش المشترك السلمي والودّي يواجه العديد من التحديات والتهديدات: التطرف، الأصولية، الجدل، الخلافات والعنف بدوافع دينية، و إن هذه التهديدات تغذيها ثقافة الكراهية، لذلك بات من الضروري أن نجد أنسب السبل لمواجهة هذه الثقافة والتغلب عليه، وفي المقابل تعزيز المحبة والصداقة، وبخاصة بين المسلمين والمسيحيين، بحكم الروابط الدينية والروحية التي تجمعنا.
وأشارت الرسالة إلى أن المواقف والسلوكيات تجاه من يختلف عنا عديدة للأسف، الشك والخوف والتنافس والتمييز والإقصاء، الاضطهاد والجدل والإهانات والاغتياب، على سبيل المثال لا الحصر.
وتابعت: إنّ منصات وسائل التواصل الاجتماعي هي مساحات معتادة لمثل هذه السلوكيات الضارة ما يشكل انحرافاً في دورها من وسائل للاتصال والصداقة إلى أدوات للعداء والتقاتل، في هذا الصدد قال البابا فرنسيس: بينما يدافع الناس عن عزلتهم الاستهلاكية الخاصة والمريحة يختارون أن يكونوا مقيدين باستمرار وبهوس، وهذا يساعد على ظهور أشكال غير اعتيادية من العدوانية والإهانات وسوء المعاملة والإساءة والكلام المؤذي لدرجة تشويه صورة الآخر وبفجور ما كان ليوجد لو كان التواصل مباشراً بين الأشخاص دون أن ينتهي بنا الأمر بتدمير بعضنا البعض.. إن العدوانية الاجتماعية تجد في الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر مجالاً لامثيل له للانتشار.
ولفتت الرسالة إلى أن نقيض السلوكيات السلبية المذكورة أعلاه هو الاحترام والطيبة والإحسان والصداقة والعناية المتبادلة للجميع والمسامحة والتعاون من أجل الخير العام ومساعدة كل من هم في أي من أنواع الاحتياج والاهتمام بالبيئة من أجل الحفاظ على بيتنا المشترك مكاناً آمناً وبهيجاً يمكننا العيش معاً في سلام وفرح.
وأوضح نص الرسالة أنه ليس بإمكاننا التصدي لثقافة الكراهية ومكافحتها وفي المقابل تعزيز ثقافة المحبة والصداقة من دون تربية سليمة للأجيال القادمة في جميع الأماكن التي تتم تنشئتهم فيها: الأسرة والمدرسة وأماكن العبادة وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن عالماً يسوده العدل والسلام والأخوة والازدهار يرضي الله القدير ويمنحنا الفرح ويتطلب هذا منا بالتالي التزاماً صادقاً ومشتركاً.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار