حبٌّ بلا مراسيم

تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:

كلّ شيء للوطن يهون، المال والبنون وما يملك المرء من عون لوطنه عندما تصيبه الشدائد في أحلك الظروف، التي يمر فيها البلد من كوارث طبيعية أو حروب اقتصادية أو عدوان غاشم من خارج الحدود، فالمواطنة أساس الوطن، وكل المواطنين لهم حق في هذا الوطن كما للوطن حق عليهم.
ومن هذا المنطلق هبّ السوريون من كل حدبٍ وصوب يحدوهم حبّ الوطن (حبّ بلا مراسيم) في أروع مسيرة وطنية لدعم إخوانهم في الوطن الذين أصابهم الزلزال الغادر في كل مدن وقرى سورية وهم يقدمون ما يستطيعون تقديمه من عون مادي ومعنوي، مقدمين أرواحهم ومتبرعين بدمائهم لإخوانهم الجرحى الذين مازالوا يعانون من الجراح النازفة، وتعب الساعات الحرجة تحت الأنقاض، وما يزيدنا فخراً أن كل مواطن سوري أصبح في حالة جديدة من الوعي الوطني في كل بقعة من الأرض السورية الطاهرة، فراح يرسم لوطنه صورة مشرقة، نابذاً تلك الخرافات والأوهام التي رسمها له العدو المحتل لتخريب الوطن والدولة السورية، فها هو السوري وطن وحده يركب المنايا، ويساهم في إخراج إخوانه وأخواته وأطفاله من تحت ركام الحجر والرمال التي انهالت على العوائل والأسر من جراء هذا الزلزال.. ما أجمل هذه الصورة التي رسمها الشعب العربي السوري وهو يد واحدة وقلب واحد وإرادة لا تقهر في أيام الشدائد والمحن، لأن حب الوطن دائماً يكون بلا مراسيم ولا قوانين، إنه حبٌّ عفوي.. الله في عون سورية فهي تقاتل بيد وتبني باليد الأخرى.. إنها إرادة شعب عظيم دخل التاريخ من أبوابه الأربعة.