أجهزة تنقيب لكشف الريكارات المطمورة تحت الإسفلت
تشرين – وليد الزعبي:
تعاني شبكات الصرف في مدينة درعا كما في غيرها ضمن محافظة درعا من انسدادات تحدث بين الحين والآخر، ما يتسبب بمشكلات للأبنية السكنية وخاصة منها الأقبية التي تطفو بالمياه الآسنة، ما يخلف معاناة شديدة وأضراراً لا تحتمل لدى السكان، كما أن هناك أجزاء من تلك الشبكات قديمة جداً وطالها الاهتراء بشكل يهدد بحدوث تلوث لمياه الشرب بسبب مرور معظم شبكات الخدمتين بجوار بعضهما، وهو ما حدث فعلاً منذ فترة في أحد أحياء مدينة درعا.
المشكلة أنه لدى العزم على معالجة الانسدادات الحاصلة، فإن هناك صعوبة في إيجاد بعض الريكارات، حيث إنها مخفية تحت عدة طبقات من الإسفلت، وذلك لكون الجهة المنفذة لأعمال الصيانة لا تبالي بضرورة إبقاء تلك الريكارات مكشوفة فيما جهاز الإشراف يغض الطرف، وعدم اقتران عقود التزفيت أو الصيانة بعقود إعادة رفع الريكارات إلى منسوب الطريق الجديد.
أثناء جولة ميدانية لـ”تشرين” لاحظت وجود أعمال تتم للتنقيب عن الريكارات بوساطة جهاز مخصص لتلك الغاية، وبعد تحديدها يتم الحفر بالإسفلت بـ«الكمبريسات» ليتضح وجود بعض أغطية الريكارات مخفية على أعماق ما بين ٢٥ و٥٠ سم.
وكان للجوار السكني تساؤلات مشروعة في هذا الشأن: لماذا هذه العشوائية في تنفيذ أعمال تعبيد وتزفيت وصيانة الطرقات؟ ولماذا لا تتابع أعمال المتعهدين بالشكل المطلوب لجهة التنبه لترك الريكارات مكشوفة ومن ثم العمل على جعلها بمنسوب الشوارع؟ وما سبب ترك بعض الريكارات بمنزلة مطب خطر على السيارات العابرة، حيث إن بعضها إما بشكل حفرة تحت منسوب الطريق بعمق يصل إلى ٢٥ سم وإما بشكل مطب مرتفع عن ذلك المنسوب بمقاسات مختلفة؟ وأملوا من الجهات ذات العلاقة تلافي مثل تلك الملاحظات لأهميتها في معالجة مشكلة اختناقات وانسدادات «مجاري» الصرف الصحي والحدّ من إمكانية وقوع الحوادث.
المهندس رياض المسالمة مدير عام شركة الصرف الصحي، ذكر أن شبكات الصرف الصحي ضمن المخططات التنظيمية كانت تتبع للبلديات وهي من نفذ مشروعاتها، لكن الشركة بدأت تأخذ على عاتقها المساهمة في حل الكثير من مشكلاتها بتنفيذ بعض المشروعات الخاصة بها، وحالياً تقوم بتنفيذ مشروع للكشف عن الريكارات المخفية في عدة أحياء ضمن مدينة درعا ورفع منسوبها، حيث تمت الاستعانة بفنيين من الوزارة واستخدام جهاز خاص بالكشف عن الريكارات، وبالفعل تم الكشف عن العديد منها في أحياء الكاشف وشمال الخط والسبيل والمطار والضاحية وعند المشفى الوطني، ويجري العمل حالياً على رفع منسوبها إلى مستوى الشوارع، وخاصةً أنه تم اكتشاف بعضها بأعماق ليست قليلة تحت مستوى سطح الطرقات، لافتاً إلى أن هذا المشروع سيشمل جميع أحياء المدينة للإسهام بتسريع عمليات التدخل بتسليك «مجاري» الصرف الصحي وفتح الانسدادات ودرء مخاطر التلوث عن السكان.