إنجاز علمي سوري يتخطى الحصار.. مركز الفيزياء التطبيقية في اللاذقية يقدم بحثاً لمجلة فرنسية حول النفايات الإلكترونية ومعالجتها وإعادة تدويرها

تشرين- صفاء إسماعيل:
في إنجاز علمي جديد لمركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الأساسية في اللاذقية، تم تقديم عرض بحث علمي للمجلة العلمية الفرنسية “Chemistry teacher international” ضمن الفعالية العلمية السنوية “السنة الدولية للعلوم الأساسية من أجل التنمية المستدامة”، وذلك بالتعاون مع المعهد العالي للبحوث البحرية في جامعه تشرين.
تحت عنوان “الإدارة المستدامة للنفايات الإلكترونية نحو عالم أفضل”، قدم 11 طالباً من الصف الأول الثانوي من محافظات عدة، شرحاً مفصلاً عن البحث العلمي خلال عرض تفاعلي في قاعة “السيمينار” في المعهد العالي للبحوث البحرية، وتركّزت نقاط البحث حول أنواع ومصادر النفايات الإلكترونية وطرق الاستفادة منها، ومعالجتها بشكل صديق للبيئة وإعادة تدويرها، وذلك بحضور عدد من الباحثين والتقنيين والمدرسين من جامعة تشرين إلى جانب كادر المركز العلمي.

البحث في تصنيع أجهزة إلكترونية بمواد أقل ضرراً للبيئة وأسرع في التحلل

نقطة بداية
هناء رسلان رئيس قسم الكيمياء في مركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الأساسية والباحثة في المعهد العالي للبحوث البحرية بيّنت لـ”تشرين” أن ميزة هذا البحث أنه بحث طلابي جديد متكامل، قدمه طلاب صف أول ثانوي حول معالجة النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها، من خلال الاستفادة من أخذ الأشياء الصالحة التي يمكن الاستفادة منها ومعالجة المكونات السامة، دراسة أضرار هذه النفايات على جسم الإنسان وتراكميتها على البيئة، كيفية التخلص من النفايات غير القابلة لإعادة التدوير بطرق آمنة، حيث أجرى الطلاب دراسة حول شروط المطامر الصحية، وكيفية الاستفادة منها في إمكانية توليد غازات تساعد في توليد الطاقة أو فيما يتعلق بالأسمدة.
وأضافت رسلان: كما أجرى الطلاب دراسة حول كيفية صناعة أجهزة إلكترونية في المستقبل، مستخدمين مواد أقل ضرراً للبيئة وأسهل وأسرع في التحلل، عندما لا تتوفر مطامر صحية.

بحث متكامل
وحسب رسلان، اللافت في الموضوع هو أن الطلاب قدموا بحثاً علمياً متكاملاً، وليس فقط عملية تجميع مقالات، وعليه فإن الطلاب انتقلوا من مرحلة التلقي لمرحلة البحث، وتعلموا أساليب وشروط البحث العلمي، وكيفية اختيار المواقع الموثوقة من المزيفة، كما تعلموا أساليب التقديم من خلال لغة الجسد.

وعن التعاون بين المركز و”البحوث البحرية”، أشارت رسلان إلى أن معظم النفايات الإلكترونية نهايتها إلى البحر، ولها تأثير مباشر على البيئة البحرية، وعليه فقد تم عرض البحث الطلابي في المعهد العالي للبحوث البحرية، حيث اطلع عليه باحثو المعهد ومشرفو المركز، وكانت نقطة بداية للتعاون مع المعهد بأبحاث مشابهة، حيث طلبت إدارة المعهد أن يكمل الطلاب إجراء مشاريع وأبحاث مشابهة داخل المعهد، للاستفادة من شغف الطلاب وإمكاناتهم العلمية البحثية، التي رغم تواضعها مبدئياً إلّا أنه لدى الطلاب مقومات الباحث، والأهم شغف البحث وأخذ المعلومة الصحيحة.

نشر البحث سيرفع تصنيف وزارة التربية والطلاب والمدرسين

وأكدت رسلان أن نشر البحث العلمي في المجلة من شأنه أن يعطي تصنيفاً لوزارة التربية، وللطلاب الباحثين وللمدرسين، باعتبار أن هذه المجلة محكمة وتعنى بأساليب التدريس الحديثة.

تعزيز الثقة بالنفس
بدورهم، بيّن عدد من الطلاب المشاركين بإعداد البحث العلمي لـ”تشرين” أن البحث تم التحضير له وإعداده خلال حوالي شهر فقط، ما جعلهم يقومون بعملية البحث وجمع المعلومات، وإعداد البحث بشكل يومي ومكثف، مضيفين: رغم التعب إلّا أننا سعيدون بما قدمناه خلال البحث العلمي، الذي يتطرق إلى النفايات الإلكترونية وأهمية إعادة تدويرها، وتحويلها من شيء ضار أو عديم الفائدة إلى شيء نافع اقتصادياً وصناعياً، مستخدمين معادلات وجملاً علمية بحتة.
ونوّه الطلاب بالمساعدة التي تلقوها من الباحثين في المعهد العالي للبحوث البحرية، من خلال الإشراف على عملهم ومساعدتهم في جمع المعلومات، ناهيك باستخدام الأجهزة والمخابر الموجودة في المعهد.
وأكد الطلاب أن هذه التجربة عززت ثقتهم بأنفسهم ومهاراتهم، مقارنة بنظرائهم، مشيرين إلى أن في جعبتهم الكثير من العمل والتطلع للمشاركة بمسابقات علمية عالمية لرفع اسم سورية عالياً.
نصر علمي أكاديمي
وقال المشرف العلمي على مركز الفيزياء التطبيقية والعلوم الأساسية باسل سلطان لـ”تشرين”: قدّمنا بحثاً علمياً محكماً للمجلة الفرنسية، التي تعد واحدة من المجلات المحكّمة، وذلك بعد الموافقة على الاشتراك بالمسابقة، ومن المقرر نشر البحث في المجلة مطلع آذار القادم إلى حين استكمال إرسال البحوث العلمية الأخرى المشاركة وتقييمها من لجنة التحكيم.
وأضاف سلطان: قبول المجلة، باعتبارها محكمة، لملخص البحث العلمي الذي تم إرساله، يعد نصراً علمياً بحتاً، من جهة لأن طلاباً في الصف الأول الثانوي يخوضون تجربة نشر علمي أكاديمي تحت إشراف معهد عالٍ يخرّج طلاب ماجستير ودكتوراه، ومن جهة أخرى أن ذلك يأتي في ظل استبعاد سورية من المشاركة بمسابقات دولية أخرى بسبب العقوبات والحصار، مدللاً بأن نشر البحث لاحقاً يمنح تصنيفاً لوزارة التربية، وللطلاب الباحثين، والمدرسين.

صعوبات
وأشار سلطان إلى الصعوبات التي تواجههم بسبب العقوبات أحادية الجانب المفروضة على سورية، مدللاً بأن إدارة المجلة طلبت أرقاماً ونتائج أبحاث من هيئات عالمية، لكنه بسبب العقوبات لم نستطع الحصول على الأرقام والمراجع العلمية، ولذلك اضطررنا للاستعانة بما يتوفر لدى المعهد العالي للبحوث البحرية وقسمي الكيمياء والفيزياء بكلية العلوم، من نواتج وخبرات محلية، مضيفاً: للعقوبات تأثير إيجابي وسلبي في وقت واحد، الأول ينعكس باعتمادنا على أنفسنا وقدراتنا لإثبات جدارتنا في البحث العلمي، أما السلبي فهو أنه يجب علينا الوصول للمعلومات التي طلبت منا.
كما كشف سلطان أنه منذ خمسة أيام تم حرماننا من المشاركة بمسابقة رياضيات من المقرر إقامتها في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم استبعاد سورية من المشاركة فيها، مطالباً بعدم التعامل مع سورية بعنصرية وفصل السياسة عن العلم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
خطاب الدجل والاستعراض بحث سبل تعزيز التعاون بين وزارة الصحة والتحالف العالمي للقاحات بنسبة 5%.. تخفيض أسعار الغزول القطنية للمرة الثانية هذا العام الطيران المروحي يشارك في إخماد حريق بين الحصن والحواش بريف حمص الغربي مصادر خاصة: اللقاء بين الرئيسين الأسد وبوتين حمل توافقاً تاماً حيال توصيف المخاطر والتوقعات والاحتمالات المقبلة وزارة الثقافة تمنح جائزة الدولة التقديرية لعام 2024 لكل من الأديبة كوليت خوري والفنان أسعد فضة والكاتب عطية مسوح الإبداع البشري ليس له حدود.. دراسة تكشف أن الإبداع يبدأ في المهد تضافر جهود الوحدات الشرطية في محافظة حماة يسهم في تأمين وسائط النقل للطلاب وإيصالهم إلى مراكز امتحاناتهم الرئيس الأسد يجري زيارة عمل إلى روسيا ويلتقي الرئيس بوتين بايدن - هاريس - ترامب على صف انتخابي واحد دعماً للكيان الإسرائيلي.. نتنياهو «يُعاين» وضعه أميركياً.. الحرب على غزة مستمرة و«عودة الرهائن» مازالت ضمن الوقت المستقطع