الغرب يُشبع أوكرانيا بالسلاح وروسيا تتوعد بتدميره
لا تخجل واشنطن من قول الحقيقة، ربما لأن الأوراق باتت مكشوفة بشكل لم يعد بالإمكان التستر عليها أكثر، حيث من أولوياتها تزويد كييف بالأسلحة، وهي ذات الأولويات بالنسبة للدول الأوروبية التي يبدو من مسار الأزمة الأوكرانية أنها لا تسير باتجاه الحلول بل باتجاه التصعيد، في حين تتوعد روسيا بتدمير أي أسلحة تزود بها واشنطن وحلفاؤها نظام كييف.
في التفاصيل، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض، جون كيربي: من أولويات بلاده في الوقت الراهن تزويد أوكرانيا بمنظومات الدفاع الجوي، مضيفاً: لم أرَ ولا علم لدي بعدد بطاريات “باتريوت” التي تحتاجها أوكرانيا، لكننا نعلم أن الدفاع الجوي يبقى أولوية، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن تسليم منظومات الدفاع الجوي إلى أوكرانيا سيستغرق وقتاً، بسبب تدريب العسكريين الأوكرانيين على استخدام “باتريوت”.
وفي السياق، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلاً عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدأت ترى أن أوكرانيا تحتاج إلى قدرات إضافية للهجوم على شبه جزيرة القرم.
وقالت الصحيفة: بعد شهور من المفاوضات مع السلطات الأوكرانية، بدأت إدارة بايدن أخيراً في الاعتراف بأن كييف قد تحتاج إلى قدرات وقوات إضافية لضرب الأراضي الروسية، حتى لو زادت هذه الخطوة من مخاطر التصعيد، مشيرة إلى أن البيت الأبيض، رفض حتى وقت قريب تزويد كييف بالأسلحة لشن ضربات ضد أهداف في شبه الجزيرة، ولكن هذا الخط أصبح الآن أكثر ليونة.
وتابعت: تفكر الإدارة الأمريكية الآن في إحدى خطواتها الأكثر جرأة وهي مساعدة أوكرانيا على مهاجمة شبه الجزيرة حيث تدرس عدداً من الأسلحة كوسيلة محتملة للهجوم، بما في ذلك “هيمارس” ومدرعات “برادلي”، لكنها امتنعت عن توريد صواريخ بعيدة المدى، مضيفة: تقول السلطات الأمريكية إنها لا تعرف كيف سيرد بوتين إذا هاجمت أوكرانيا شبه جزيرة القرم بأسلحة أمريكية.
من جهتها، أفادت صحيفة “بوليتكو” نقلاً عن مصادر مطلعة بأن حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية المقبلة لأوكرانيا لن تشمل دبابات “أبرامز” وصواريخ ATACMS التي يصل مداها إلى 300 كم.
وقال مسؤولون أمريكيون: إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لا تخطط لإرسال دبابات “أبرامز” في الوقت الحالي، في حين أوضح أحد المسؤولين أن سبب عدم رغبة تسليم الدبابات لأوكرانيا يكمن في الصعوبات اللوجستية وصعوبة الصيانة، وليس الخوف من التصعيد المحتمل، على حدّ تعبيره، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ساعدت أوكرانيا في الحصول على دبابات سوفييتية الصنع من دول أخرى، وتؤيد القرار البريطاني تزويد أوكرانيا بدبابات “تشالنجر 2”.
وحسب المصادر، فإن حزمة المساعدات الجديدة التي سيتم الإعلان عنها يوم الجمعة القادم، ستضم المدفعية والذخيرة وعبرات “سترايكر” المدرعة.
وعلى خطا واشنطن، أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، أمس الأربعاء، أن المملكة المتحدة ستقدم لأوكرانيا أكثر من 200 مدرعة، إضافة لـ14 دبابة من نوع “تشالنجر 2” تم الإعلان عنها سابقاً، مشيراً إلى أن بلاده قررت المضي إلى ما هو أبعد وأسرع في مسألة تقديم المساعدات لأوكرانيا.
ولم تحِد فرنسا عن الخط، إذ أفادت صحيفة “بوليتيكو” بأن فرنسا تدرس حالياً احتمال توريد دبابات “Leclerc” إلى كييف.
ونقلت الصحيفة عن تصريح مسؤول فرنسي لم تذكر اسمه قوله: السؤال صعب ولم يتم حله في باريس، لكننا نفكر فيه. سنرى ما الذي سيقرره الاجتماع المشترك لمجلسي الوزراء الفرنسي والألماني.
ونقلت الصحيفة نفسها سابقاً عن مسؤولين فرنسيين أن دبابات “Leclerc” لا تنتج حالياً، ما يثير قضايا تتعلق بالصيانة وقطع الغيار الضرورية لها.
كما صرّحت وزيرة الدفاع الوطني في كندا، أنيتا أناند، بأن سلطات بلادها تعتزم إرسال 200 ناقلة جند مدرعة تابعة لمجلس الشيوخ إلى القوات المسلحة الأوكرانية.
وفي الرد الروسي على الخطوة الأمريكية- الغربية التصعيدية، قال السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف: إن القوات الروسية ستدمر أي أسلحة تزود بها الولايات المتحدة وحلفاؤها أوكرانيا، ولن تترك أي هجمات تستهدف أراضيها من دون رد.
وأكد أنتونوف في تصريح تعليقاً على التقارير الإعلامية التي تتحدث عن عزم الولايات المتحدة الإعلان عن حزمة كبيرة أخرى من المساعدات العسكرية لأوكرانيا: يجب أن يصبح الأمر واضحاً للجميع، بغض النظر عن نوع الأسلحة التي يزود بها الأمريكيون أو “ناتو” نظام فلوديمير زيلينسكي، فسوف ندمرها.. كان الأمر كذلك خلال الحرب الوطنية العظمى (1941-1945)، وسيكون الأمر كذلك الآن أيضاً.
وأوضح السفير الروسي أن ضخ الأسلحة الغربية في أوكرانيا لن يؤدي إلّا إلى زيادة الخسائر المدنية، وخلق صعوبات إضافية في تلك الجمهورية السوفييتية السابقة.
كما دعا إلى ضرورة التفكير في تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف بأن هزيمة روسيا الاتحادية أمر مستحيل، وأن النصر سيكون حليفنا.
كذلك علّق السفير الروسي على تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، حول إمكانية استخدام الأسلحة الأمريكية لمهاجمة شبه جزيرة القرم، وما نشرته وسائل إعلام أمريكية حول احتمالات استخدام أنظمة الصواريخ المتعددة “هيمارس” أو مركبات برادلي القتالية لمهاجمة شبه الجزيرة الروسية، وقال السفير: نلاحظ أن خطاب المسؤولين الأمريكيين أصبح أكثر تشدداً، وزارة الخارجية (الأمريكية)، من خلال البيانات المنفصلة عن الواقع تقول إن القرم هي أوكرانيا، والقوات الأوكرانية يمكنها استخدام الأسلحة الأمريكية لحماية أراضيها، في الواقع يدفع ذلك نظام كييف لارتكاب أعمال إرهابية في روسيا”.
وأكد السفير الروسي أن مخاطر تصعيد الصراع تزداد، والاعتقاد بأن روسيا لن ترد على الهجمات على أراضيها، هو اعتقاد ساذج.