خيّاط من حلب يحوّل أغطية «المعونة» إلى أزياء للشتاء
تشرين- مصطفى رستم:
رغم أن البرد يسري ناخراً عظام الناس في جوف ليالي بيوتهم الباردة وسط شح بمواد التدفئة وتأخر رسائل المازوت الواصلة عبر البطاقة الذكية فإنّ الناس لا يعدمون وسائل الدفء ويجترحون حلولاً من واقعهم الصعب لنيل قسط مع اشتداد فصل الشتاء القارس.
الخياط أكرم وتار أوجد حلاً في مجال حرفته، حيث ترك أنامله ومقصه الحديدي ليتعامل بشغف مع أقمشة ثخينة درجت الجمعيات الإغاثية على توزيعها في سنوات الحرب محولاً إياها إلى أزياء شتوية المظهر وناثراً الدفء في جوف كل من يلبسها.
يحكي الخياط الملقب بـ”أبو عبدو”، حكايته مع هذه الأزياء التي لاقت رواجاً بين أهالي الحي الذي يقطن فيه بعدما اقتطع أقمشة وحوّلها إلى زي جميل لابنته الصغيرة مع قبعة قماشية بعدما وجد فائضاً لديه من الأغطية حصل عليها من الأسواق، وقال لـ«تشرين»:
“الهدف من تحويل هذه الأقمشة السميكة هو إيجاد حلول وسط موجات البرد المتلاحقة هذه الأيام من السنة بأقل تكلفة ممكنة وهي أقمشة ممتازة وذات جودة عالية”.
واللافت للنظر تحويل هذا الخياط مجموعة أقمشة إلى (بيجامة، كيمون، كنزة، وجوارب وغيرها) وكلها ألبسة يؤكد كل من يلبسها أنها تقدم زياً مميزاً، ويروي أحمد نبهان (موظف متقاعد) في حديثه لنا قائلاً: “مع انعدام وسائل التدفئة والتقنين الكهربائي بات الناس يلجؤون إلى هذه الأنواع من الحلول ومنها هذه الأزياء التي تقي ما استطاعت من لسعات البرد”.
في هذا السياق تنظر المختصة في الأزياء ريم جواد العلي إلى فكرة تحويل هذه الأغطية باهتمام، إذ أكدت على توسيعها وجعلها مبادرة أهلية وبإشراف مجموعة خياطين، ويمكن وضع الكثير من التحسينات والإكسسوارات لها خاصة لألبسة الأطفال.
من جانبها تتحدث السيدة أم أحمد، التي حولت عدداً من الأغطية لها ولعائلتها إلى أنواع متعددة من الأزياء، وقالت: “حقيقة الأمر أنها تمنحنا الشعور بالدفء، فهذه الأغطية الثخينة والسميكة لا تتوفر في الأقمشة العادية”.
في المقابل يعتقد الخياط وتار أن هذا النوع من الحلول يساعد ولو بشكل جزئي، فالمعيشة الصعبة باتت تواجه الجميع مع شح بالقماش أيضاً،لافتاً إلى أن تكلفة تصميم هذا الغطاء بخسة جداً ولا تتعدى 15 ألف ليرة، بينما مثل هذه الأزياء يتجاوز سعرها 50 ألفاً وليست بجودة هذا القماش ومتانته، معرباً عن أن القماش السميك يحمل «طاقين» ويمكن تحويله إلى الكثير من الاستخدامات المنزلية أيضاً.