بريشة الفنان عدنان عبد الله.. تجديد “المتحف التربوي للعلوم”
تشرين- رنا بغدان:
عندما يسري عشق العمل نسغاً في العروق يكون العمل مورقاً بالإبداع مخضوضراً بالألق مزهراً بالدهشة.. عندها تنطق الموهبة بالجمال المكنون في أبسط الأشياء كما أعظمها لتحكي قصة ذلك العشق المبهر للناظر بخطوطه وألوانه ومنحوتاته ومجسماته.. من هنا أطلق الفنان “عدنان إبراهيم عبد الله” موهبته الفنية الشاملة لتكون بهجة الناظر ومحطة العابر في طرقات دمشق وبعض معالمها والذي كان آخرها تجديد “المتحف التربوي للعلوم” داخلياً ليدعم مقتنياته برسومات يوظفها لتظهر البيئة التي تناسبها وبأحجامها الطبيعية ليظن الزائر أنه يتجول في الغابة أو يجلس على شاطئ البحر أو ضفاف البحيرات..
ويتحدث الفنان عدنان عن بداياته الفنية فيقول: خلال وجودي في دمشق بعد تهجيرنا من عدرا البلد في محافظة ريف دمشق التقيت الفنان موفق مخول المشرف على مراكز الفنون والموجه الأول لمادة التربية الفنية في وزارة التربية في مديرية تربية دمشق.. كنت حينها بحاجة إلى توجيه في الكثير من الأمور الفنية فقد كنت أعمل في أمور متنوعة كالخط والرسم والنحت من دون أن تكون لي شخصية فنية محددة وأسلوب واضح ودراسة أكاديمية.. وبعد المباشرة بالعمل معه ومع فريقه الفني بدأنا نعمل بتنفيذ الجداريات في دمشق مكملين بعضنا بعضاً في العمل وكانت أولى تلك “الجداريات” هي لوحة زينت حائط مدرسة بسام حمشو معلنة عن ولادة “فريق إيقاع الحياة” الذي واصل أعماله في مدرسة “الشهيدة نهلة زيدان” والتي أدخلت فريقنا في موسوعة “غينيس” وتوالت الأعمال.. وعلى يد الأستاذ موفق بدأت تتبلور شخصيتي الفنية وأصبحت أشترك في المعارض وسط فنانين كبار وكانت البداية من الخط العربي بلوحة اختارها وتمّ اقتناؤها من وزارة الثقافة كما تمّ اختيار إحدى لوحاتي لتكون غلافاً لكتاب اللغة العربية للصف التاسع.
أما عن تجديد المتحف داخلياً والذي سوف تتم إقامة حفل رسمي له فيقول: موضوع تجديد المتحف هو الموضوع الأقوى بالنسبة لي فقد عملت به وحيداً وأنا على معرفة دقيقة بتفاصيله التي أحبها وأحيا بينها، فاقترح الفنان موفق فكرة أن زوار المعرض وخاصة الأطفال منهم يرون جزءاً من الحيوان من دون أن يدركوا حجمه الكامل والطبيعي والبيئة التي يعيش فيها.. وعلينا توظيف الأجزاء الموجودة لدينا لإبراز الفكرة وتقديمها عملياً للجمهور.. وهنا بدأت العمل بلوحة لبوة مع جرائها وكانت جميلة جداً وعبّرت عن الفكرة بشكل كبير مع الاستعانة بأفكاره وملاحظاته وتوجيهاته فكان قراره بإكمال المشروع بدعم من وزارة التربية ومديرية تربية دمشق.. وانطلاقاً من محبتي لعملي وإظهار موهبتي وتقديمها بشكل إبداعي يتناسب مع تنفيذ خصوصية كل حيوان فمنه من له وبر أو فراء أو حراشف أو جلد.. فانطلقنا إلى الكركدن، وقد لمسنا محبة الأطفال للعمل وانبهارهم به عندما يشاهدونه وكأنه حقيقي أمامهم فتابعنا ورسمنا “الثور الإفريقي” بكل قوته وعنفوانه وحركاته وأضفنا عليه تأثيرات لونية جذابة.. وهكذا إلى أن وصلنا لرسم “الفيل” وهي أول مرة أرسم فيها لوحة بهذا الحجم الكبير وبتفاصيل دقيقة ما جعلني أنغمس بالألوان بمتعة وإحساس يفوق الوصف، لننتقل بعده إلى “غزال المها” ثم “الضبع، الشاهين، التمساح، حمار الوحش، الدب الروسي، حية الأناكوندا الكبيرة، النمر المرقط…”. وأنا فرِحٌ بعملي الذي أقدمه لوطني أولاً قبل نفسي وأحرص على إتقانه قدر الإمكان لأنه عمل ينبع من داخلي وأعيشه بكل تفاصيله.
يذكر أن ممارسة الفنان عدنان إبراهيم عبد الله للتخطيط ولدت لديه القدرة على تنفيذ أي لوحة مرسومة أو مكتوبة وهو معصوب العينين وبكلتا يديه وحتى بقدميه وفمه يستطيع الكتابة والتخطيط بجميع أنواع الخطوط العربية وتم تسليط الضوء على موهبته عبر محطات التلفزة العديدة المحلية والعربية وعبر اشتراكه في بعض برامج المواهب التي نجح فيها إضافة إلى ممارسته الرسم بالرمل.