حملة شعبية في مصر لاستعادة «حجر الرشيد» من بريطانيا

(لا يموت حق وراءه مطالب)، قد يكون العنوان عريضاً للوهلة الأولى تبعاً للخبر الذي سنأتي على ذكره، لكن عند التحدث عن حضارة بلد ما عمرها آلاف السنين وعن تراث وآثار يعمد الغرب عامداً متعمداً إلى سرقتها وفقاً لأجندته الاستعمارية ومحاولة تفريغ دولنا العربية من حضارتها ومحو آثارها ومن ثم نسبه إليها، فلا يكون العنوان عريضاً أبداً بل يجب أن يدفع أي مساعٍ لاستعادة الحقوق قدماً.
في العديد من الدول لابدّ من الفرز بين الحكومات وبين الشعب، وفي العديد من الدول يكون التعويل على الشعب هو الأبرز في الحفاظ على حضارة وتاريخ يتكلم عن منجزات الدولة والشعب، من هنا فإن المطالب الشعبية في مصر باستعادة حجر الرشيد هو ما يُهتم به، وهو ليس حجراً عادياً، فلا يسطو الغرب على شيء عادي بلا قصة ولا تاريخ ولا حضارة، بل تكون عملية السطو ممنهجة ومنظمة ومسجلة الأهداف بالورقة والقلم.
في الموضوع، تناولت صحيفة «التايمز» مطالب شعبية في مصر لاستعادة حجر رشيد الشهير من بريطانيا، والذي ساعد حلّ رموزه في فهم اللغة الهيروغليفية.
وقالت الصحيفة في تقريرها: آلاف المصريين يطالبون المتحف البريطاني بإعادة حجر رشيد، في ذكرى مرور 200 عام على فك رموزه.
وحصدت العريضة التي أطلقها الشهر الماضي عالم الآثار المصري زاهي حواس، أكثر من 110 آلاف توقيع، وتطالب أيضاً متحف اللوفر في باريس بإعادة برج دندرة المنحوت.
وقال حواس في تعليقه: إنه وقت عودة الهوية المصرية إلى الوطن.. نحن لا نطلب من المتحف البريطاني إعادة 100 ألف قطعة مصرية في حوزته، بل نطلب منهم فقط إعادة قطعة واحدة، مضيفاً: نأمل أن يتم عرض حجر رشيد في المتحف المصري الكبير، الذي يعد أكبر متحف للآثار المصرية في العالم، وذلك عند افتتاحه في الجيزة العام المقبل، وسيشمل كل قطع مقبرة الملك توت عنخ آمون التي تم اكتشافها قبل قرن من الزمان.
ولفت حواس، الذي كان وزيراً للآثار في عام 2010، إلى أنه يعتزم إطلاق حملة أخرى لانتزاع تمثال نفرتيتي من متحف Neues في برلين بمجرد وصول التماسه الحالي إلى مليون توقيع.
وكانت النقوش المرسومة على حجر الغرانيت بمنزلة طفرة في فك رموز الهيروغليفية ومهدت الطريق لفهم الحضارة المصرية القديمة، وبعد احتلال نابليون لمصر، اكتشف الجنود الفرنسيون الحجر عام 1799 في بلدة رشيد شمال مصر، وفي وقت لاحق أخذ البريطانيون الحجر إلى لندن عام 1801 بعد هزيمة قوات نابليون في مصر، ويتم عرضه في المتحف منذ عام 1802.
ولم تتقدم الحكومة المصرية بطلب رسمي لإعادة الآثار، ولم ترد وزارة الآثار المصرية على طلب الصحيفة الحصول على تعليق.
وحجر الرشيد هو واحد من أكثر من 100 ألف قطعة أثرية مصرية وسودانية في المتحف البريطاني، وتم الحصول على نسبة كبيرة منها خلال الحكم الاستعماري البريطاني للمنطقة من 1882 إلى 1956.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار