هروب الطلاب من المدرسة.. هل يؤثر في تحصيلهم العلمي؟.. استشارية تربوية: العلاج يكون بالتعاون بين الأهل والمدرسة

تشرين- دينا عبد:
من الواضح أن الهروب من المدرسة بات مشكلة تنتشر في أغلب المدارس، سواء حلقة أولى أو ثانية للذكور أو للإناث؛ حيث ينتهز خلالها الطلاب الفرصة للقفز عن سور المدرسة، والفرار خارجها في مشهد محزن جداً، وتُواجَه هذه المشكلة غالباً بالغضب الشديد من الأهل وإدارة المدرسة التي تقف عاجزة عن اتخاذ أي إجراء سوى تنبيه الطالب بعدم تكرار هذه المشكلة، من دون سؤاله لماذا يهرب من المدرسة؟ وما دوافعه للهروب وما أسبابه؟ وإن هروبه وتركه للحصص الدراسية سيؤثر في تحصيلهم العلمي؟
ماذا أفعل؟
فكثيراً ما نسمع شكوى الأمهات بأن ابن إحداهن يهرب من المدرسة كل يوم ولا يدخل إلى صفه، ماذا أفعل؟ ونعتقد أن السؤال الأهم الذي يجب طرحه هو لماذا يهرب من المدرسة؟
الاستشارية التربوية والنفسية صبا حميشة بيّنت: في بعض المدارس يعاقب الطالب الذي يهرب بالفصل لمدة ثلاثة أيام من المدرسة، ولا يدخل إليها إلّا بعد إحضار ولي أمره؛ وقد يتعرض أيضاً من أهله لعقوبة قاسية كحرمانه من أشياء محببة إلى نفسه؛ لكن هنا نسأل.. هل هذه هي الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطالب الذي يهرب من المدرسة؟

أسباب هروب الطالب من المدرسة
الأساليب التربوية الحديثة تنظر إلى الطالب كحالة فردية- حسب حميشة- وهنا يستحسن الوقوف عندها ودراستها بشكل تفصيلي دقيق، وذلك لأن لكل طالب دوافعه المختلفة وظروفه ومشاكله الخاصة، لكن ذلك قد لا يمنع وجود مجموعة من الأسباب والدوافع المحتملة، التي قد تكون سبباً في هروب التلاميذ من المدارس، فبعضها يتعلّق بالمدرسة نفسها، والآخر من الممكن أن تكون سببه الأسرة، فهناك بعض الأولياء يهملون وضع الطالب، ويمتنعون عن متابعة دراسته، أو حتى الاهتمام به أو السؤال عنه، من خلال عدم توفيرهم البيئة الدراسية الهادئة في المنزل، أو قد تكون مشاكل الأهل أمام الأبناء أحد القضايا المهمة التي تؤثر في دراسته، وتدني تحصيله العلمي فيلجأ للهروب من المدرسة.

سوء العلاقة
وهناك أيضاً سبب يعد جوهرياً بالنسبة لهروب الطالب من المدرسة وهو سوء علاقته مع أحد معلمي مواده، الأمر الذي يحجم الطالب عن دخوله لحصة الأستاذ الذي اصطدم معه يوماً ما؛ وهنا يمكننا القول إن العلاقة بين الطلاب والمعلمين مهمة جداً، بغية توجيه الطلاب لزيادة محبتهم بالمدرسة والدراسة والمادة العلمية، فإذا كانت العلاقة سيئة بين الطلاب والمدرسين، ستكون البيئة المدرسية غير مريحة بالنسبة له، فيهرب من المدرسة رغبةً منه في رفض الحصة المفروضة عليه، وبسبب عدم قدرة المعلمين على فهم مشاكل الطلاب وحلّها ولجوئهم إلى بعض الأساليب المنفرة بالنسبة للطالب، كالعقاب والسخرية بدلاً من مساعدة الطالب على حلّ مشاكله.

الحالة النفسية
أما فيما يخص الحالة النفسية للطالب فهي تلعب دوراً كبيراً في فهم مشاكل الطلاب، فقد يلجأ الكثير من الأهالي إلى مقارنة ابنهم بأحد أصدقائه، فيشعر بالإحباط ويؤدي ذلك لكرهه المدرسة، وعدم رغبته في الذهاب إليها أو بالأحرى الانتقال إلى مدرسة أخرى، أو محاولة التخلّص منها عن طريق الهروب.
وركزت الاستشارية التربوية والنفسية على أن علاج مشكلة الهروب من المفترض أن تبدأ قبل حدوثها، من خلال تعاون الأسرة مع المدرسة لتجنب حدوثها، فمن ناحية المدرسة يجب أن تساعد في تنمية شخصية الطالب، وخاصة إذا كان في مرحلة المراهقة، حتى يصل للقدرة على اتخاذ القرارات، وخاصةً المتعلقة منها بدراسته فيما بعد الثانوية(الجامعية)، وأن يتوفر معلمون أكفاء يكونون قادرين على فهم مشاكل الطلاب وحلها، من خلال عدم إظهاره بمظهر الضعيف والكسول، وغير القادر على الحفظ والدراسة، وعدم الاستهزاء بقدراته أمام الآخرين، وتلبية احتياجاته ضمن المستطاع.

توفير الأجواء
أما الأسرة، فيجب عليها توفير الأجواء التي تساعده على الدراسة، والتوقّف عن استخدام المدرسة كوسيلة تهديد وتخويف للطالب، ومتابعة وضعه الدراسي والسلوكي، فإذا كان سبب كرهه للمدرسة هو العلاقة السيئة فيما بينه وبين أساتذته، يجب على الأهل التواصل مع المدرسين ومحاولة إصلاح سوء الفهم، أو نقل الطالب لمدرسة أخرى يرتاح فيها.
فالمدرسة مؤسسة تعليمية وترفيهية ومكان للمشاركة مع الآخرين باختلاقهم وليست لحضور الحصص التعليمية فقط.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
سورية تدين اتهام الاحتلال لـ«أونروا» بالإرهاب وتؤكد أنه يأتي ضمن محاولاته لإنهاء دورها وافق على تأمين 5 آلاف طن من بذار البطاطا.. مجلس الوزراء يعتمد الإطار الوطني الناظم لتبسيط إجراءات الخدمات العامة 1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة