نحو نظام دولي أكثر عدلاً

من المعروف أن النظام الدولي المعمول به والسائد حالياً كان نتاج حرب عالمية مدمّرة نشبت في البداية بين قوى استعمارية متأصلة وقوى أخرى طامحة بالاستعمار وتبحث عن حصّتها في الكعكة العالمية آنذاك.
وبعيداً عن تطاول تلك الحرب فيما بعد لتشمل دولاً وجدت نفسها في حالة دفاع شرعي عن الشعب والأرض والسيادة كالاتحاد السوفييتي ودول أخرى لم تكن في وارد الصراع الاستعماري القائم، لكنه في نهاية هذه الحرب وبعد الهزيمة الكبرى لما كان يسمى دول المحور «ألمانيا، إيطاليا، اليابان» سعت الدول المنتصرة لتشكيل نظام دولي جديد بات يعرف منذ ذلك التاريخ بـ«منظمة الأمم المتحدة» والتي كان هدفها الظاهري منع وقوع النزاعات المسلحة وعدم تكرار مآسي الحرب العالمية الثانية، إلّا أن هذه المنظمة بقيت إلى يومنا هذا أسيرة لسيطرة مجموعة من الدول الاستعمارية الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وانحصر دورها في تنفيذ رغبات هذه الدول، بل إنها اُستخدمت في أغلب الأحيان للنيل من دول وشعوب وحكومات لا تسير في ركاب هذه الدول أو تتبع لها، وشُنّت حروب كثيرة، وأطيح بأنظمة وحكومات واُستعمرت شعوب حول العالم تحت مظلّتها.
اليوم لم تعد هذه المنظمة مقبولة من دول عديدة نافذة ووازنة في العالم ولم تعد ازدواجية المعايير فيها محمولة من عدد كبير من الدول، بل إن سياسة العقوبات الأمريكية تجاه دول عظمى وأعضاء في مجلس الأمن الدولي كـ«روسيا والصين»، وإقليمية كبرى كإيران وأخرى في أمريكا اللاتينية أصبحت تحتّم على دول العالم المتضررة من هذه السياسات المقيتة المطالبة بنظام دولي جديد أكثر عدالة وأكثر إنصافاً ومتحرراً من الهيمنة والسيطرة.
ولذلك فإن ما يجري حالياً بين أوكرانيا مدعومة من الولايات المتحدة ودول غربية وحلف «ناتو» وبين روسيا وما يجري حالياً بين الصين وتايوان وفي مناطق عدة في العالم ومنها منطقة الشرق الأوسط ينذر ببوادر نظام عالمي جديد تكون المطالبة فيه أكثر إلحاحاً وأكثر قبولاً وإن بوادره بدأت تظهر للعيان، فالمسألة مسألة وقت لا أكثر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار