مياهنا في تناقص.. وألف إشارة تعجب واستفهام حول آلية تمويل الري الحديث غير المشجعة

تشرين – محمد فرحة

كل الدراسات والمعطيات والمؤشرات تشي بأننا مقبلون على سنوات جفاف وتناقص في الواردات المائية، ما يشكل نقطة ضعف الزراعة السورية مستقبلاً، برغم أنه لدينا ما يكفي من الدراسات بهذا الشأن، لكن أين الخطط لمواجهة ذلك، فالأمر لا يتعلق بمسألة ثانوية، بل بمسألة حياتية مصيرية هي مسألة المياه المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأمن الغذائي.
الخبير الاقتصادي الدكتور إبراهيم قوشجي يقول: لاشك في أن المورد المائي السنوي في تناقص مستمر، إن لم نقل مهدداً بأكثر من ذلك ، وأول مسؤول عن تبديد المتاح من المياه هما طرفان؛ الحكومي والمواطنون، من خلال هدر المياه في جميع المجالات وهنا كل طرف يلقي باللائمة على الطرف الآخر، مضيفاً: ولعلّ مشهد السدود اليوم وأتحدث هنا عن سديّ الحولة بمحافظة حمص الذي تبدو فيه الانخفاضات الكبيرة جداً جداً في عملية التخزين، وكذلك سد الرستن الواضح للمارة عبر طريق حمص حماة .
ويوضح قوشجي أن التغافل عن تناقص الموارد المائية هو بمنزلة تهديد لعيش كريم ولأمننا الغذائي، فالأمر لا يحتاج حلولاً آنية ووقتية بل حلولاً جذرية، ولعلّ السنوات الأربع الماضية تكفي للإشارة إلى تراجع إنتاجنا الزراعي مصحوباً بمتغيرات مناخية قاسية.
بدوره مدير عام هيئة تطوير الغاب المهندس أوفى وسوف قال: إن أولى المشكلات الزراعية تكمن في قلة الواردات المائية، وما زالت سدود منطقة الغاب خارج الخدمة، ما يفقد سهل الغاب الخير الكثير من عطائه وزراعاته التكثيفية التي كانت سائدة يوم كانت السدود مملوءة بالمياه .
من جهته، مدير الموارد الطبيعية والمائية في الهيئة العامة للبحوث الزراعية الدكتور منهل الزعبي قال : نحن، كفريق عمل، جاهزون للبدء بمشروع الحصاد المائي لكننا ننتظر التمويل، فمن دونه لا حصاد مائياً، رغم الحاجة الماسة لكل قطرة مياه .
في حين أشار خبير في شؤون مشروع الري الحديث إلى أن الري الحديث حلّ لابدّ منه، لكن بآليته الحالية غير محفز وغير مجدٍّ حتى الآن، فما زال العمل فيه بموجب خطة وضعت عام ٢٠٠٦، وزاد على ذلك أن وزارة الزراعة فقدت مصداقيتها لدى المزارعين لعدم ملاءمة تعليمات آلية منح القروض للمزارعين الراغبين بمشروع الري الحديث .
بالمختصر المفيد، إن العودة للعمل بالجمعيات المائية والتشاركية من خلال مجموعات على كل بئر قد يكون حلاً، فاستنزاف المياه في سني الشح غير محمود وستكون له تداعيات غير سارة، حيث شكّل نقص المياه ٤٠ بالمئة سبباً في تراجع إنتاجنا الزراعي من القمح والشعير والقطن، ولعلّ خطوة تأهيل محطة ضخ المياه في بلدة التوينة وسط سهل الغاب لعودة رفع المياه من مصرفي السهل إلى سدود أفاميا تستحق التقدير، لكنها غير كافية، فالأمن المائي والبحث عن حلول طويلة الأجل هما الحل الأمثل، ويجب أن تتحرك الجهات المعنية، فالمياه قضية حياة ..

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار