الصُّعلُوكُ التُّركِيُّ.. وَالإِرثُ العُدوَانِيُّ

يجوز لنا أن نقول: نحن والشرّ جيران ، نعم جارنا الشرّ، وأي جيرة تلك..!
تركيّا لم ولن تكون أو تصل للإمبراطورية التي يحلم بها ساستها وجنرالاتها.. منذ القدم وثقافة قادتها وعسكرييها خليط من العقائد الأسطورية والكره الدفين للشعوب العربية والطمع بخيراتهم، سياسة لا تمتّ إلى الجيرة الجغرافية أو غيرها من القواسم الأخرى بصلة، فالحقد وخطط التوسع وقضم أراضي الغير هي مرتكزات ساستها وقادتها، هم أقرب للمغول، تناسوا أنهم كانوا غزاة وارتكبوا المجازر والفظائع على مدار عقود طويلة..!
هوس “الأردوغاني” اليوم وتكراره للسيمفونية المشروخة بإقامة ما يسمى “منطقة عازلة” شمال سورية وبعمق ثلاثين كيلو متراً على امتداد كامل الحدود السورية ، ما هو إلا صيغة من صيغ أحلام نظام اردوغان وخططه لاحتلال أراض سورية، مستغلّا حالة الاختلال والأزمات الحاصلة على الساحة الدولية، كفرصة للعب في سوق البازارات الدولية، ولعبة العبث لخلط الأوراق تبعا للمصالح والصفقات.
مؤشرات تؤكد النهج الخبيث التوسّعي، تراه اليوم، يناور مع روسيا من خلال إعلان عدم القبول بدول جديدة في حلف “ناتو”، ومرة يتودد للأمريكي التائه من أجل تمرير صفقة طائرات حديثة لصالحه، وربما لتخدم أجندات محلية بعد حالة التذمّر تجاه سياسته وفشلها على المستوى المحلي.
تركيا لم تكن يوماً سويّة في علاقاتها مع جيرانها، فهي تحمل جرثومة الحقد المتوارثة على الجيران، لأن عقدة التاريخ تتحكم بها، ها هي اليوم تجدد غزوها للأراضي السورية، بعد أن عاثت فساداً ونهباً للخيرات والموارد الطبيعية والبشرية السورية.
ها هي عقد تركيا، نياتها العدوانية وضعتها على طريق عدم القدرة على التخلي عن طابعها الخاص بها، المبني على العداء والعدوان.. سلوك ميّز علاقتها بجيرانها الذين لم يبادلوها كرهاً بكره، بل كانت أبوابهم مفتوحة للحوار وإقامة علاقات حسن جوار وتعاون، إلا أنها لم تنسلخ من جلدة شرورها ونياتها الاستعمارية.. فكانت سياستها تجاه سورية منذ الحرب الإر*هاب*ية الوجه المعلن للعدوانية، المنافي للأعراف والقوانين الدولية،و سرعان ما انقضّت على ثروات السوريين واحتلت أجزاء من الأرض، بحجة ومسوغات حماية أمنها ، وسيزداد الأتراك همجية إذا ما استمرت أمريكا بمواقفها المتراخية في مواجهة أطماع تركيا وخططها العدائية في المنطقة، الأمر الذي سيزيد الأمور توترا ،وسيعقد ميزان القوى والمعادلات بشكل يصعب إصلاحه.
سورية عبرت غير مرة عن موقفها تجاه ما يتفوّه به “أردوغان”، “وزعبراته” السياسية بإقامة ما يسمى “منطقة عازلة” شمال سورية ، وأكدت بشكل لا لبس فيه أنها ستتصدى بحزم لكل تلك الأطماع، كما دعت مراراً الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى موقف واضح ، يستند الى مبادئ القانون الدولي ، ووقف دعم الصعلوك التركي، وقصفه للمدن والقرى السورية، فالمنطق الوحيد الردّ وفضح جرائمه وسرقته لخيرات الشعب السوري، ووقائع التاريخ ومجريات الأحداث أثبتت أن تركيا ستبقى مصدر المشكلات المؤذي الذي يبقي المنطقة في حالة من الفوضى والتوتر .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار