رجال دين في دير الزور : مرسوم العفو خطوة للصفاء ولملمة الجراح
أكد مدير أوقاف دير الزور عبد الهادي العبوش أنّ مرسوم العفو الرئاسي هو مكرمة جديدة تضاف إلى سجل مكرمات السيد الرئيس التي تفضّل بها مع ما سبقها من منح وأعطيات ، وما ذلك إلا دليل على الحكمة وحسن القيادة .
وأضاف العبوش في حديثه لـ” تشرين ” : ” العفو من شيم الكرام ولا يعفو إلا القوي التقي الشهم القادر على البذل والعطاء ، والله في مُحكم بيانه حض عليه ، كما أنّ خطوة كهذه سيكون لها عظيم الأثر في لملمة جراح هذا الوطن ووقف نزيفه الذي جعل المستفيد منه العدو فقط .
وتمنى العبوش أن يكون الاحتكام للصلح والحوار هو دأب أبناء هذا الوطن ومسار عملهم عند أي مُلمة أو حدثٍ مفصلي، وفي كل شأن ، فبغير مسار كهذا لن نحصد سوى مزيد من الفوضى وجر التدخلات الخارجيّة التي أوغلت في دماء السوريين ” .
فيما أشار خطيب جامع ” عمار بن ياسر ” في حي حطلة الشيخ طه حسين العلي إلى أن العفو هنا يعكسُ حكمة القيادة بالنأي بأبناء شعبها عما كان يُحاك لهم ووطنهم في سياق التدخلات العدوانية والاستثمار في قضاياهم ، وهنا فإن المرسوم يضع لبنة الأساس في التصالح والابتعاد عما يوتر المجتمع من تشققات أريدَ لها أن تنخر الجسد السوري وإعادة تشكيله وفق كتل وطوائف ومذاهب وتيارات مُتناحرة ، لافتاً إلى أهمية تلاقي أبناء الشعب على مصالح بلدهم الذي أتعبته الحرب وأنهكته مشاريع العدوان الخارجي بحملات باتت مكشوفة للقاصي والداني ، مُبيناً أنّ الأمل بات أكبر في العودة بالوطن إلى ألقه وعيشه الهانئ برحمةٍ من الله ، والبدء بإعماره ، وإعمار النفوس بالحب والتسامح بلاشك مُقدمٌ على الإعمار المادي ، فالنفوس العامرة بالمحبة هي القادرة على البناء وصنع الحياة .
الشيخ بشار العبيد ثمّن مرسوم العفو الرئاسي الذي أُُطلق بموجبه سراح مئات الموقوفين قائلاً : ” لا شك بأن ما تحتاجه سورية هو تجاوز كل ما يخدش وحدتها المجتمعيّة ، خطوة كهذه أدخلت الأفراح للكثير من العوائل ، وهي ستكون أساساً لرصّ صفوف السوريين الذين عاشوا مرحلة صعبة من تكالب العدوان الخارجي
، الذي سعى لتبقى جراحهم مفتوحة ، العفو من شيم الكرام ، هو ليس ضعفاً ، بل دليل قوة ومسؤولية تجاه الشعب : ” لن نلتفت للماضي ، فكل الشعوب تمر بتجارب مريرة كالتي عاشها بلدنا من حربٍ وفتن عملت عليها قوى دولية لم ولن تطلب لنا الخير ”
ودعا العبيد جميع السوريين للتعالي عن الجراح ووضع أمان واستقرار ومنعة بلدهم بوصلة عمل الأيام القادمة ، فبقدر قدرتنا على ممارسة الصفح والعفو نكون خيرين.