نورمان أسعد حسناء التسعينيات .. سطوعٌ رغم الأفول!

طالبةُ حقوق شغِفَها حضور البروفات المسرحية، حتى لفتت بشخصيتها المميزة نظر الفنان خالد تاجا الذي سارع إلى اقتراح مشاركتها بالعروض في وقت مبكّر من شبابها، لكن الالتزام الجامعي أجّل الخطوة حتى التخرّج لتقف مع «أنطوني كوين العرب» في مسلسله قبض الريح 1991 في عشرين مشهداً جبلتهم (رندة) لموطئ قدمها الأول على سلم النجومية .
نورمان أسعد حسناء التسعينيات، النجمة رغم الغياب أسرت متابعيها بأدوارها المتنوّعة بين التراجيديا والكوميديا والاستعراض تاركة بصمة قوية في عالم الفن وخسارة كبيرة بعد الاعتزال.
يوميات جميل و هناء
برعت نورمان أسعد في أدوار الكوميديا وخاصة في مسلسل يوميات جميل وهناء بروحها المرحة وأدائها المحبب جنباً إلى جنب مع النجم أيمن زيدان وعبارته الأشهر (الله أكبر شكو شكو) مشكلين ثنائية مذهلة لا تزال عالقةً في أذهان المتابعين في مسلسلات كوميدية تراجيدية وتاريخية تالية. يوميات جميل وهناء بجزءيه والذي عرض أول مرة عام 1997 لا نملّ من متابعته أينما كان، وما زالت توابع عرضه محفورة في الذاكرة بدءاً من كثرة المعجبين ومواقف هوسهم التي قيّدت فنانتنا بالمكوث في المنزل وانتهاء بالكثير من القصص والشائعات التي نالت بطلي المسلسل، أخبارهما وحياتهما الخاصة.
جاذبية الاستعراض
(فوازير مين.. وين) فوازير قدمت نورمان أسعد عام 1998 على أنها أول ممثلة سورية تقدم أدواراً استعراضية، المسلسل من تأليف وتمثيل أيمن رضا وباسم ياخور، عرض حزّورة رمضان ضمن استعراضات راقصة مبتكرة لفتاة تعمل في مكتب للسياحة، يجاورها شابان يلاحقانها فتتهرّب بإعطاء معلومات خاطئة عن المدينة المقصودة.
رومانسية وتميّز
لا يمكن فصل التجربة الرومانسية الغنية لنورمان أسعد عن المبدع أيمن زيدان، جنباً إلى جنب مع المخرج الخلاق باسل الخطيب الذي عودنا على إضافة لمساته الدافئة إلى الشاشة “بأسلوب نفتقده في أغلب أعمالنا العربية” على حدّ تعبير الفنانة نورمان في إحدى مقابلاتها الصحفية ، لقد كرّس (هوى بحري 1997 ) منهج الخطيب الإخراجي، مشرقاً بشخصية سلمى بوشاح روحها الأبيض، ليتبعه بعد سنتين بتقديم إيناس الجميلة العاشقة في (نساء صغيرات)، لتتألق بعدها نورمان بمسلسلات (الطويبي) و(جواد الليل)و (هولاكو) و (ذي قار) بأدوار عالقة بالأفئدة : “أضافت مشاركتي مع المخرج باسل الخطيب الكثير من خلال مناقشتي الدائمة معه حول الشخصية التي أؤديها” كما أعلنت أسعد على الدوام موضحة التوافق الجميل بينهما حول تفاصيل الشخصيات الدرامية التي تقوم بأدائها.
كما لن تفوتنا مكابدات (رجاها) مع القادري الذي فرّقها عن أولادها وقتل زوجها، في المسلسل الذي أخرجه المخرج عدنان إبراهيم، ولا مقاساة (خولة) الزوجة المعتدة بنفسها في الجوارح لنجدة اسماعيل أنزور، كما نستحضر بحبور تجربة أسعد مع دراما الأطفال في كان ياما كان، لتختم فنانتنا مشوارها الفني في أوج ألقها مبكراً في مسلسل (أبناء الرشيد الأمين والمأمون)عام 2007، بدور العباسة، أخت هارون الرشيد.
سينما
بدأت نورمان أسعد مشوارها السينمائي عام 1992 في فيلم رحلة 21، لتشارك بعد ست سنوات بدور حورية في فيلم الرسالة الأخيرة، ثمّ بدور أمّ عادل 2001 مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد في فيلم قمران وزيتونة، لتنهي تجربتها السينمائية في أربع سنوات لاحقة بتصوير فيلم العشاق مع المخرج الراحل حاتم علي .

اعتزال
في شهر شباط عام 2007 أعلنت نورمان أسعد خبراً أوجع محبيها، مختارة اعتزالها الفن، متسببة بصدمة كبرى، بأخبار وشائعات لم تشأ يوماً الردّ عليها، لتخسر الساحة الفنية السورية والعربية نجمتها التي أفلت عن الآفاق الدرامية المعاصرة، لكنها لا تزال وضّاءة في سماء الذاكرة والقلوب.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار