عندما نتحدث عن واقع رياضي ما وعن دور بعض الألعاب الرياضية في تنشيط هذا الواقع وتفعيل أحداثه نجد أنفسنا أمام مسلّمات رياضية ميدانية قائمة لا نستطيع تجاهلها أو القفز من فوقها تتمثل في تربع بعض الألعاب الرياضية على عرش الأفضلية والاهتمام من قبل الجميع كلعبة القدم والسلة للرجال، وما يفرضه ذلك من توسع وانتشار لقواعد هذه الألعاب وجماهيرها على مساحات الوطن ، وهنا قد نساهم نحن عند تتبع هذه الفعاليات عن قصد أو بدون قصد بتجاهل أو إغفال بعض الألعاب الرياضية الأخرى التي لم يحالفها الحظ بالانتشار والظهور، وابتعدت عنها الأضواء لأسباب مختلفة كلعبة كرة القدم الأنثوية التي مرت عبر مسيرتها الرياضية بمناخات متقلبة لنشاطاتها وفعالياتها تراوحت بين الحضور الخجول تارة والغياب المبرر تارة أخرى وأحياناً الغياب القسري نتيجة الظروف الصعبة التي مرت وأثرت في حضورها اللافت وتطورها ، فهل نحن أمام لعبة رياضية أنثوية خاضعة لقوانين المد والجزر الرياضي التي لا ترحم ولا تأخذ بالأسباب الموجبة لتراجع هذه اللعبة أو غيرها، وتضعها دائماً في خانة الاتهام بالتقصير وعدم المبادرة بالنهوض من قبل القائمين عليها ..أم إن هناك محاباة غير معلنة لألعاب دون غيرها ودعماً ورعاية غير منصفة من أولي الأمر تجعل كفة الميزان راجحة لصالح الألعاب الأكثر شعبية وجماهيرية وتحرم بقية الألعاب الرياضية الأخرى أو لنقل عطائها لها خاضع لسياسة القطارة ، مع العلم أن كرة القدم الأنثوية كباقي الألعاب الرياضية تأثرت بالظروف وأدت إلى تراجعها ،ولكن هناك صحوة جديدة لا يمكن تجاهلها تمثلت بالنجاح في إقامة فعالياتها الموسمية كالدوري العام ولمدة ثلاث سنوات متتالية وكذلك بطولة كأس الجمهورية وبطولة القسم وهذا بحد ذاته مؤشر إيجابي.
والجديد أن العصفورة وشت إلينا أن هناك خططاً موضوعة في اتحاد الكرة لتطور هذه اللعبة وتوسيع قاعدتها الشعبية ودعم أنديتها وزيادة نشاطاتها وفعالياتها بما يتناسب مع الإمكانيات المتوافرة، وقد تكون المشاركات الخارجية من ضمن هذه الخطط وهي بانتظار تكرم اللجنة المؤقتة للاتحاد للموافقة والدعم ، نتمنى أن تدخل هذه الرياضة كرة القدم الأنثوية دائرة الاهتمام الفعلي من قبل المعنيين وأن يتم تذليل صعوبات تقدمها وتطورها ويهيأ لها الظروف والمناخات الرياضية المناسبة لانتشارها وتوسع قاعدتها كبداية حقيقية لانطلاقتها الخارجية ، والموعود ليس بمحروم .