بالأمس القريب تعالت أصوات العمال وممثليهم في اجتماعهم مع الحكومة، مطالبين بتحسين واقع مصادر قوتهم وقوّتهم، ألا وهي مكونات (القطاع العام) على اختلافها، وهذه من مسلّمات العمل، وضرورات البقاء لقطاع يحمل ضمن طياته حالة اقتصادية واجتماعية وإنسانية، سعى الجميع للحفاظ عليها وتطويرها بما يتلاءم مع كل جديد منذ عشرات السنين ..
لذلك نجد الأصوات تتعالى في الاجتماعات وغيرها وحتى في ميدان العمل، تطالب الحكومات بضرورة الحفاظ على هذه المسلّمات، في وقت يشهد فيه حالات احتضار وموت سريري لبعض قطاعاته نتيجة سوء المعالجة (في رأيهم) من جهة والخلل الإداري والوظيفي من جهة أخرى ..!
وما حدث خلال السنوات السابقة من تعدد في الآراء، واختلاف في وجهات النظر بين من يفكر ويجتهد فيه، ومن يقرر ويقترح الحلول والتي غالباً ما تفقد فاعليتها أثناء التطبيق الفعلي، لعدم رضى عمالنا وقياداتهم لآلية التنفيذ والترجمة على أرض الواقع بدليل مشاكل ومئات الاقتراحات والحلول لها ما زالت دون تنفيذ ، وهي ذاتها متكررة في كل اجتماع أو مؤتمر..!
لكن ما يهمنا نحن كعمال في مختلف ميادين العمل التحضير الجيد واتخاذ الإجراءات التي تكفل إعادة تأهيل القطاع العام وخاصة (الصناعي) من جديد باعتباره العمود الفقري له وفق متطلبات الاقتصاد الجديد مع الحفاظ على الهوية الاجتماعية والإنسانية له، منطلقين من ضرورة حتمية الإصلاح بالتنسيق مع التنظيم النقابي، واعتماد برنامج زمني يحدد فيه الخطط ومدد التنفيذ، وتقديم الدعم والتسهيلات اللازمة، وحل مشكلة العمالة بصورة تحفظ لها حقوقها ويلبي حاجاتها الإنسانية، إضافة لوضع برنامج يتم من خلاله توسيع دائرة الخطط الاستثمارية وتركيزها على الشركات الخاسرة بقصد استبدالها وتجديد خطوطها الإنتاجية بما يلبي جدواها الاقتصادية وتمكينها من المنافسة في السوقين المحلية والخارجية، والاهتمام أكثر بأمور الأمن الصناعي والصحة والسلامة المهنية التي تؤمن الطمأنينة لدى العاملين، والعمل بثقة وأمانة والاستفادة من الخبرات المتوافرة لزيادة المردودية الاقتصادية والاجتماعية ، وتمكين الشركات من فرض حالة إنتاجية جيدة يمكن من خلالها فرض معادلة مناسبة للمنافسة في الأسواق، تسمح للمنتجات البقاء فيها متسلحة بعنصرين أساسين: الجودة والسعر ، وجل ما يتمناه الجميع عمالاً وقيادات، أن نرى قطاعنا العام معافى من المشاكل ، ورائداً كبيراً في الإنتاجية والعائدية الاقتصادية، وهذا حلمنا وحلم كل عامل شريف في بلدنا. فهل ننتظر طويلاً لتحقيق هذا الحلم في ظل بيئة تفتقد لمعظم المقومات؟! .
Issa.samy68@gmai.com