«خطوة» للأطراف الصناعية.. خطوات لزرع الأمل وخدمة المجتمع الأهلي

في الطريق إلى جمعية «خطوة» للأطراف الصناعية يخطر في البال آلاف المصابين والمتضررين من جراء الحرب الظالمة التي تشن على سورية، ورغم الآلام ومن بينها، كان لابدّ من إعادة النور و الأمل اللذين فُقدا قسراً لدى الكثير من المصابين، من هنا كرست الجمعية اهتماماتها وعملها لخدمة مصابي الحرب والمتضررين جسدياً ببتر الأطراف من المدنيين.. ورغم أنها خطوة لكنها في حقيقتها مجموعة من الخطوات الكبيرة والمهمة والفاعلة مجتمعياً.

في حديثه مع «تشرين» حول الجمعية وأهدافها وآلية عملها وخططها المستقبلية، قال محمود الخالد المدير الإداري للجمعية: انطلاقاً من شعارنا خطوة لكل السوريين، فإن نطاق عملنا هو جميع أنحاء سورية ، إذ تُعنى الجمعية بتركيب الأطراف الصناعية للمدنيين من دون أي تمييز أو تفريق، لافتاً إلى أن الجمعية مرخصة ومشهرة بقرار من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل رقم 1312 تاريخ 21-8-2014، مشيراً إلى وجود فروع للجمعية في طرطوس، ودرعا، والعمل جارٍ على إنشاء فرع في دير الزور، وصولاً إلى جميع المحافظات في المقبل من الأيام.
وأضاف الخالد: أول مشروع للجمعية كان عام 2018 مع جمهورية الصين الشعبية وهو معمل لتصنيع الأطراف الصناعية الذي يعد أحدث المعامل على مستوى القطر، بالإضافة إلى مشروع لتركيب الأطراف الصناعية الذكية بخبرات محلية بالاعتماد على أداوت خارجية، منوهاً بأن الجمعية تقدم خدماتها مجاناً ويتم التمويل عبر التبرعات والشركاء، إضافة إلى قبول المساعدات الإنسانية المرتبطة بأهداف الجمعية.
وعن توسيع عمل الجمعية والتشبيك مع المنظمات الدولية، تابع الخالد: توسعنا باتجاه المنظمات الدولية العاملة في سورية، كما تم التشبيك مع منظمة الصحة العالمية من خلال مشروع لتركيب الأطراف الصناعية، بالإضافة لتوسيع خدماتنا من خلال التوسع بالعلاج الفيزيائي والصحة النفسية مع مبتوري الأطراف.
وإذ لفت لمشروع مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP» » ، أشار إلى الشراكة مع منظمة الأمم المتحدة لخدمات الألغام UNMAS» »عبر العديد من المشاريع منها: تقديم خدمات الأطراف الصناعية والعمليات الجراحية، التحاليل الطبية ، الصور الشعاعية، عكازات، وكرات وهي مساعدات مجانية.
وحول خطط الجمعية للعام الحالي، أوضح الخالد سعي الجمعية لتقديم المنح المالية لمستفيدي الأطراف الصناعية لإعادتهم إلى عجلة العمل، إضافة إلى خدمات لدعم وتمكين المرأة والشباب.
وبلغ عدد المستفيدين من خدمة الأطراف الصناعية بين عامي 2020 2021: 1035 طرفاً، ومن التحاليل الطبية 500 مستفيد، ومن الصور الشعائية 283 مستفيداً، و20 ألفاً و264 مستفيداً من حقائب مدرسية كاملة القرطاسية في محافظتي ريف دمشق والقنيطرة بالتعاون والتنسيق مع «UNMAS».
من جانبه قال خالد زينون المدير التقني في الجمعية واختصاصي أطراف ومقومات طبية: يتم تصنيع الطرف الصناعي بخبرات محلية بأدوات خارجية عبر فريق عمل متكامل: مهندسين، اختصاصيين، فنيين بهدف صناعة طرف بجودة عالية، بحيث يناسب الطرف المريض.
وأشار زينون إلى متابعة المريض من حيث حالة العضو المبتور بعد العمل الجراحي لحين التأكد من سلامته والتئامه بشكل كامل والخضوع للمعالجة المطلوبة، وصولاً إلى استشارة الطبيب المختص والمعاينة الأولية للطرف، على أثرها يتم تحديد موعد تركيب الطرف -حد وسطي 3 أشهر بعد العمل الجراحي وقد تتطلب بعض الحالات مدة أطول- واختيار الطرف المناسب للحالة؛ سفلي أو علوي، إلكتروني أو غير إلكتروني، إضافة إلى نظام الطرف وهو يُحدد حسب حالة المريض، لافتاً إلى أن المتابعة تتم قبل وأثناء وبعد التركيب عبر العلاج الفيزيائي إضافة إلى المعالجة النفسية والدعم النفسي والمرافقة للمريض.
وبيّن زينون أن التدريب على الطرف أهم من الطرف ذاته، لتمكين المريض من التعامل مع الطرف في حياته اليومية والتدريب على المشي بطريقة جيدة ضماناً لعدم التعرض إلى مشكلات، موضحاً وجود عمر افتراضي للطرف أي إنه يحتاج إلى تغيير، وتعتمد المدة حسب التغييرات الفيزيولوجية للطرف المبتور، خاصة للأطفال في مرحلة النمو الذين تتطلب أطرافهم التجديد الدائم.
وأشار إلى أن الجمعية تستهدف كافة الفئات العمرية ، لكن التركيز الأكبر يتم على فئات عمرية منتجة، بحيث يكون الطرف منتجاً للشخص الذي قد يكون معيلاً لعائلته.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار