في غيابهم مع الجمهور المستهدف… تكريمُ فناني الثّمانينيات في صالة الشّعب!
تقليدٌ سنويٌّ بدأه اتّحادُ الفنانيين التّشكيليين، وبرعاية من وزارة الثّقافة، منذ أربع سنوات يُكرّم فيه فنانون من مراحل أو فترات زمنية سابقة من خلال إقامة معرض للوحاتهم المقتناة من قبل وزارة الثّقافة، ففي السّنوات السّابقة كُرِّمَ فنانون روّاد وفنانون من فترة السّبعينيات، واليوم وضمن فعاليات «أيام الفنّ التّشكيلي» يقام معرض لفناني الثّمانينيات، سواء الذين رحلوا عن الحياة أو الذين لا يزالون يرفدون الحركة التّشكيلية السّورية بأعمال مميزة، إذ يقول غسان غانم أمين سر الاتّحاد: المعرض هو استمرارية تحفيزية للأجيال الحالية والقادمة لرفع المستوى الفني لديهم وأملنا كبير.
ويتضّمن المعرض ثلاثين لوحةً تعود لفترات زمنية مختلفة، نذكر على سبيل المثال؛ لوحة للفنان سعد يكن 1989, ولوحة برصوم برصوما 1984 , ولوحة للفنان زهير حسيب 1989, والفنان محمد الركوعي 2016 , ولوحة للفنانة سوسن جلال التي غادرتنا منذ أشهر قليلة.
يقول الفنان عماد كسحوت مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة: الوزارة تدعم دائماً الفنّ التّشكيلي ونشر الثّقافة البصرية، وهذا العام نحاول نشر هذه الأعمال ليتعرّف الجمهور على أعمال رائدة ومميزة ويستفيد منها المهتمون في الفنّ التّشكيلي والطّلاب, هناك فنانون يشاهدون أعمالهم التي مضى عليها زمن طويل ويتفاجؤون بها ويتذّكرون كيف كانت تجربتهم وأين أصبحت.
وبالسّؤال عن الجمهور المستهدف أين هو؟ يجيب كسحوت: نتمنّى ويجب أن يحضر الفنانون الشّباب وطلّاب كلية الفنون والمدرّسون ومنهم أساتذة سابقون عرضوا في هذا المكان، لكن أستغرب كيف لا يحضر طلاب الكلية مع العلم أّني دعوتهم وطلبت منهم أن يحضروا ويشرحوا المعرض وكأنه درس عوضاً عن درس آخر في الكلية. للأسف لم يعد هناك اهتمام لدى الطّالب كما في السّابق, نعم الظّروف صعبة لكن الصّالة وسط المدينة وكلّية الفنون قريبة منها لذا يفترض أن تكون الصّالة ممتلئة!..
لكن نتساءل: كيف سيحضر الطّلاب إن كان الفنانون المكرّمون ذاتهم غير موجودين؟ يقول الفنان ناصر عبيد: المعرض يضمّ أسماء مهمّةً جداً على الصّعيد التّشكيلي وكذلك اللوحات، ومنذ زمن لم نحضر معرضاً كهذا, وكنّا نتمنّى لو دُعيَ الفنانون الذين لا يزالون على قيد الحياة، الفكرة بكلّ بساطة هناك برنامج عام للنّشاطات ولا يمكن أن ترسل الوزارة لكلّ شخص باسمه فهم ينشرون الإعلان ويراه الجميع، لكن في هذا المعرض تحديداً كان يجب التّواصل مع الجميع. ويضيفُ عبيد: نعاني من أن الجمهور يحضر الافتتاح فقط ثم بعد ذلك يختفي بالمطلق إلا بعض الأصدقاء، برغم أن الفن التشكيلي رافعة أسس الحضارة ولم يبقَ من الحضارات الغابرة إلا أعمالها الفنية ومنحوتاتها ورسوماتها وعمارتها.