مبادرات تطوعية
طالت الأضرار خلال سنوات الحرب على سورية البنى التحتية لمختلف القطاعات التي تمس أسياسيات حياة الناس بشكل قلص من أدائها إلى حد كبير.
وإلى جانب الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية من أجل تأهيل تلك القطاعات والنهوض بمستوى خدماتها، تبرز هنا الحاجة إلى تعزيز وتعميم ثقافة العمل التطوعي لدى المجتمع المحلّي من أجل المساهمة في تأهيل بنية تلك القطاعات والتوعية إلى ضرورة الحفاظ عليها.
إن ما تحقق على صعيد العمل التطوعي في محافظة درعا مشجع جداً، حيث بادر المجتمع الأهلي في مدن وبلدات مختلفة إلى التبرع بترميم عدد من المدارس المتضررة من مختلف المراحل التعليمية وبناء بعض الغرف الصفية لزيادة الطاقة الاستيعابية في بعض المدارس، كما تكفل أهل الخير من سكان بعض البلدات بأجور وسائل نقل المعلمين والمدرسين إلى مدارس تعليم أبنائهم بعد تضخم تلك الأجور إلى حدّ أكلها معظم الراتب, والتسبب باعتراض الكثير من الكوادر التعليمية على الالتحاق بالمدارس البعيدة عن أماكن سكنهم.
كذلك تمت المساهمة بحفر بعض الآبار أو تقديم أخرى محفورة من السابق لصالح مياه الشرب وأحياناً تأمين محولات كهربائية لتشغيلها، إضافة إلى الإسهام بتأهيل شبكات الكهرباء المتضررة من خلال تنفيذ الحفريات وأعمال صب البيتون بعد توفير المواد اللازمة له مع مساعدة السكان للورش بأعمال نصب الأعمدة ومدّ الشبكات.
كما جرى التطوع بأعمال ترميم مراكز الصحية في عدة بلدات مع تنفيذ ترميم جزئي لعدد من أقسام بعض المشافي الوطنية وإصلاح بعض تجهيزاتها مثل محطات توليد الأوكسجين لتمكينها من تأدية الخدمات الصحية الحيوية للسكان، أيضاً هناك من تبرع بتكاليف إنارة طرقات رئيسة بالطاقة الشمسية من أجل تنشيط الحركة وبعث الطمأنينة في نفوس الأهالي ليلاً، ناهيك بأعمال خيرية كثيرة مثل تقديم بعض المستلزمات الطبية ومساعدة بعض الأسرّ الفقيرة بتكاليف المعيشة.
مما تقدم يُلاحظ أن معطيات الواقع تؤشر إلى أن الأعمال التطوعية في بعض المدن والبلدات مبشرة جداً، وتدل على إدراك أهمية التكاتف والتعاضد المجتمعي وتقاسم المسؤولية مع الجهات الحكومية في سبيل تحسين واقع أداء الخدمات الأساسية لحياة السكان، والأمل بأن تتعزز تلك المبادرات التطوعية وتتوسع لتشمل معظم المدن والبلدات بما فيه مصلحة أهلها أولاً وأخيراً.