بايدن.. على هامش ترامب

يكفي خبر واحد عن ترامب ليسرق الأضواء من بايدن، فالأميركيون مشغولون هذه الأيام بالتحقيق الذي فُتح مجدداً بخصوص اقتحام مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني الماضي، ومسؤولية ترامب ودوره في هذا الاقتحام.

منذ الإعلان عن إعادة فتح التحقيق قبل أسبوع، لا تتوقف التحليلات والتوقعات عن مصير ترامب السياسي، المرتبط بنتائج التحقيق، والتي ستكون حاسمة في مسألة إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية في عام 2024 لناحية إدانته أو تبرئته.

ترامب يبدو مرتاحاً بالمجمل، لاعتقاده أن انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الـ 2022 ستغير خريطة الكونغرس لمصلحته، لتسقط ذلك التحقيق، وتفتح له طريق الترشح مجدداً.

ترامب يبني آماله على معطيات أساسية على الساحة الأميركية، أولها نتائج انتخابات الولايات خلال الشهر الماضي، والتي كانت رسالتها واضحة لناحية أن الأميركيين عادوا للميل باتجاه الجمهوريين، خصوصاً في الولايات المحسوبة للديمقراطيين، وعلى رأسها فرجينيا.

ثانيها، الانقسامات في صفوف خصومه الديمقراطيين الذين لا يكادون يتفقون على قضية أو رأي، حتى عندما يتعلق الأمر بوضعية الرئيس بايدن وضرورة أن يتفقوا على دعمه، بما يرفع من شعبيته التي تشهد انحداراً متواصلاً، لدرجة أن الأميركيين إذا ما توجهوا للتصويت اليوم فإنهم سيختارون ترامب.. هذا ما تقوله استطلاعات الرأي، وكان أحدثها أمس حيث قال 50% من الأميركيين أنهم متشككين بشأن «الصحة واللياقة العقلية لبايدن» أي بزيادة 10% عن الشهر الماضي، وهذه الزيادة ستكون بالغة الأثر على بايدن والديمقراطيين، وفي حال استمرت فقد لا يُكمل بايدن ولايته، وقد نجد خلال العام المقبل سيناريو لتنحيه أو تنحيته لمصلحة نائبته كاميلا هاريس.. هذا السيناريو متوقع منذ فوز بايدن بالانتخابات.

ثالثها، سياسات بايدن الخارجية التي تبدو بلا توجهات واضحة، فيما الولايات المتحدة تواجه أخطر التحديات في تاريخها، هذا إلى جانب قضية الانسحاب من أفغانستان والتي ما تزال حامية.. لنلاحظ على سبيل المثال، كيف أن جولة مهمة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إفريقيا (دول جنوب الصحراء) لا تحظى باهتمام الأميركيين نفسه حيال كل ما يتعلق بترامب.. ولنلاحظ كيف أنه وفي كل استطلاعات الرأي لا بد وأن يكون ترامب حاضراً.

ما سبق وغيره، يوسع التوقعات باتجاه أن الساحة السياسية الأميركية ستشهد خلال العام المقبل تحولاً قد يكون جذرياً، وغير مسبوق، إذا ما صحت التوقعات حيال إمكانية تنحية أو تنحي بايدن، وهذا سينعكس على قضايا كثيرة في الداخل والخارج.. لننتظر ونر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار