تحدث مقال نشره موقع “غلوبال ريسيرش” عن بدء الولايات المتحدة جولة جديدة من إثارة المخاوف من موسكو بعد ستة أشهر فقط من جولتها الأخيرة، حيث قامت بإطلاق تحذير جديد بشأن هجوم روسي مزعوم وشيك ضد أوكرانيا!
وجاء في المقال: انتاب معظم أوروبا قلق شديد في نيسان الماضي بشأن التقارير التي تفيد باحتشاد مئة ألف جندي روسي على الحدود الشرقية لأوكرانيا من دون أن توضح ما الذي كانوا يستعدون له والذي يمكن أن ينطوي على سبيل المثال على غزو لأوكرانيا والاستيلاء عليها بأكملها، أو تنصيب لـ«حكومة دمية» في دونباس، لكن أياً من ذلك لم يحدث، حيث نفى الجانب الروسي وجود هذا العدد الضخم من الجنود الروس على حدود أوكرانيا في المقام الأول، مؤكداً تمركز الغالبية العظمى منهم في قواعدهم على بعد عدة كيلومترات من المنطقة، وأن مناورات الجنود الروس هناك لا تشكل “تهديداً” إنما جاءت رداً على مناورات حلف شمال الأطلسي في أوروبا واستفزازات أوكرانية.
وتابع المقال: كما هو الحال في كثير من الأحيان، فإن ما تم تقديمه على أنه موقف عدواني من جانب روسيا لم يكن سوى نصف الحقيقة، والنصف الآخر هو الاستفزازات التي تمارسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي على بعد مئة كيلومتر من حدود روسيا، وبمجرد أن نأخذ هذا في الاعتبار، نجد أن موسكو لم تفعل ما يتجاوز كونه احتياطات حكيمة، وأن أي تحركات للقوات الروسية كانت دفاعية في المقام الأول.
ولفت المقال إلى أن الولايات المتحدة بذلت جهوداً خاصة لاستمالة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وجعله جزءاً من حملة «الرهاب من روسيا» فبعد أن كان يميل في الماضي إلى التقليل من إثارة الآخرين بشأن التحركات الروسية، نجده الآن يحذر من التحركات العسكرية الأخيرة للقوات الروسية عند الحدود مع بلاده مستشهداً بتقارير المخابرات الأمريكية.
وأكد المقال أن حيثيات نشر المخاوف من روسيا تحاكي بعضها الآخر، مع بعض الاختلافات الطفيفة، فهذه المرة، ليست حدود أوكرانيا وحدها التي يُفترض أنها مهددة، بل أيضاً الحدود بين بيلاروسيا وبولندا حيث يحتشد آلاف المهاجرين هناك، وعلى الرغم من عدم وجود أي دليل على علاقة روسيا بهذا الوضع المأساوي والمربك، فإنه يتم الترويج لتحذيرات عن أن لموسكو يداً خفية خبيثة في الأمر بذريعة أن بيلاروسيا لا تستطيع فعل أي شيء من دون دعم موسكو.