الأفغان.. ورقة أردوغان الجديدة لابتزاز أوروبا

فيما تتداول وسائل الإعلام صور آلاف المهاجرين الأفغان وهم يعبرون إلى تركيا، سارع رئيس النظام التركي رجب أردوغان لفتح ملف الهجرة، في محاولة ابتزاز جديدة للاتحاد الأوروبي. إما المزيد من الدعم والمساعدات الدولية لتركيا، وإما إغراق أوروبا بموجة جديدة من المهاجرين.

ليس سراً على أحد أن أردوغان، صاحب الباع الطويل في سياسة الابتزاز، يخطط لاستخدام المهاجرين الأفغان كورقة مساومة جديدة في علاقات بلاده المضطربة مع الاتحاد الأوروبي، في سيناريو بات مستهلكاً للرأي العام حول العالم، خاصة في ظل حديثه عن احتضان بلاده لنحو 300 ألف أفغاني فرّوا من بلادهم.

.. ففي استعراض عضلات تمهيدي لجولة ابتزاز جديدة، وصف أردوغان في تصريح له، سياسة بلاده بـ”الفاعلة فيما يتعلق بأمن الحدود والهجرة”، إذ حالت، حسب زعمه، دون تعرض أوروبا لتدفق مهاجرين لا تستطيع مواجهته، ليستدرك على عجل في رسالة لأوروبا: “لكن من الآن فصاعداً لم يعد يمكننا تحمل هذا العبء وحدنا، إذ يتعين على الجميع رؤية أن الموضوع اتخذ أبعاداً لا يمكن حلّها فقط عبر تقاسم الأعباء المادية، مع العلم أنه لم يتم الإيفاء بالتعهدات المقدمة لتركيا في هذا الإطار كما ينبغي”. في إشارة إلى الاتفاقية التي تم توقيعها عام 2016 بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والتي قضت بمنح المساعدات المالية لتركيا مقابل وقف تدفق المهاجرين.

المعارضة التركية اتهمت أردوغان بالتفاوض على صفقة مع الاتحاد الأوروبي لاستضافة العدد المتزايد من الأفغان، في الوقت الذي تنوء فيه تركيا تحت ثقل النزيف الاقتصادي الذي انعكست تداعياته على جميع قطاعات الحياة.

أزمة مهاجرين جديدة في أوروبا يدبّرها أردوغان، تحت هذا العنوان تحدث العضو في معهد “جيتستون” بوراك بكديل في ندوة عبر الإنترنت لمنتدى الشرق الأوسط “إنه من المتوقع أن يصبح الأفغان الذين يفرون إلى تركيا مصدراً محتملاً للمقاتلين الجدد الذين يخوضون حروب المرتزقة نيابة عن طموحات أردوغان العثمانية الجديدة، كما أنه ليس مستبعداً أن يستخدم أردوغان ملف اللاجئين كورقة مساومة جديدة مع الاتحاد الأوروبي”.

وحول كيفية إيقاف هذه الأزمة، شدد بكديل على ضرورة وقوف أوروبا بوجه التهديد المتمثل في حدوث طوفان جديد من المهاجرين المدبرين من تركيا، ما يفرض على الوكالات اليونانية والاتحاد الأوروبي الاستعداد لحماية الحدود البرية والبحرية مع تركيا لتحمّل الموجة القادمة لعشرات آلاف الأفغان الذين يهاجرون إلى تركيا بوصفها بوابة للعبور إلى أوروبا، باعتبار أن الظروف في تركيا ليست مثالية للمهاجرين.

أمام تلويح أردوغان بورقة اللاجئين الأفغان لابتزاز أوروبا مجدداً، شددت الوزيرة النمساوية لشؤون الاتحاد الأوروبي كارولين إدستادلر على أن الاتحاد لن يخضع للابتزاز من أي دولة، وقالت: “تركيا تستخدم الهجرة والمهاجرين كأداة للضغط على الاتحاد الأوروبي، لأغراضها الخاصة”.

في حال نجح تكتل القارة العجوز في التضامن بوجه الابتزاز التركي، وحماية حدود أوروبا من الهجرة عبر تركيا، فإن ذلك  سيؤدي إلى إضعاف قدرة أردوغان على إغراق أوروبا باللاجئين، وبالتالي جعل قضايا الخلاف الأخرى بين أنقرة والغرب أكثر قابلية للإدارة بما يجعل لأوروبا نفوذ أكبر على تهديدات أردوغان وسياسته القائمة على الابتزاز السياسي في الملفات كافة، وأهمها الهجرة غير الشرعية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار