«البيت الأبيض غير رؤساءه لكنه لم يغير سياساته» تحت هذا العنوان أكدت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تختلف كثيراً عن إدارة سلفه دونالد ترامب في السياسة الخارجية وبعض القضايا الداخلية.
المجلة قالت في مقال لها إنه سواء كانت إدارة بايدن تتجاهل الحلفاء أو تسيء استخدام الرسوم الجمركية أو تطرد اللاجئين فإنها وفي غضون ثمانية أشهر لم تتغير عن إدارة ترامب ورغم أن بايدن احتقر نهج ترامب «أمريكا أولاً» لكنه يبذل قصارى جهده لمواصلة إرث الأخير في كل شيء من السياسة الخارجية إلى التجارة والهجرة.
المجلة أضافت إن كلمة بايدن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي بدت بمثابة ارتداد للأوقات السعيدة التي كانت فيها الولايات المتحدة وحلفاؤها حيث كان تعهده المتجدد بالتعاون الدولي لمواجهة المشكلات العالمية مثل فيروس كورونا وتغير المناخ والاستبداد قريباً من اللهجة الخطابية لترامب.
وتابعت فورين بوليسي إن أسلوب تعاطي بايدن مع صفقة الغواصات التي أغضبت فرنسا وإعلان واشنطن تشكيل تحالف ثلاثي استراتيجي يضمن تزويد كانبيرا بغواصات أمريكية تعمل بالطاقة النووية واستبعاد باريس التي عوملت كشريك من الدرجة الثانية أفضل ما يمكن أن يقال عنه بأنه أسلوب أخرق يماثل أسلوب سلفه.
المجلة بينت أيضاً أن إدارة بايدن فشلت مراراً وتكراراً في الأخذ بعين الاعتبار تأثير قراراتها على الأهداف الأكبر للسياسة الخارجية أو على حلفاء أمريكا أو على مصداقيتها على المسرح العالمي تماما وذلك بطريقة ترامب وهذا ما كان أكده وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ووزيرة الدفاع فلورنس بارلي اللذان اعتبرا إلغاء صفقة الغواصات أنه «طعنة في الظهر».
وفي مثال صارخ آخر على سياسة بايدن الخارجية الخرقاء وفق المجلة انسحابه من أفغانستان وفشله في العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران بعد أن كان قد اعتبر خلال حملته الانتخابية أن انسحاب ترامب من الاتفاق كان خطأً أساسياً وتعهد بأنه سينضم للاتفاق عندما يصبح رئيساً وبدلاً من ذلك قام بتمديد بعض العقوبات على طهران.
وأوضحت المجلة أن بايدن وفريقه لطالما انتقدوا ترامب بسبب اعتدائه على النظام الدولي وتبنيه الحمائية والعقوبات الأحادية والمشاورات المحدودة والمعايير المزدوجة وسياسة «أمريكا أولاً» لكن سياسات بايدن هي استمرار مخلص لنهج ترامب وسير على خطاه.
وكان استطلاع للرأي نشرت نتائجه في وقت سابق هذا الشهر أكد أن شعبية بايدن تراجعت إلى أدنى مستوى خلال رئاسته مع تزايد انتقاد الأمريكيين لسياساته في ملفات مختلفة ولا سيما فيما يخص جائحة كورونا مع ارتفاع أعداد الوفيات بالفيروس في أنحاء البلاد إضافة إلى تداعيات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.