مستغلاًً الأوضاع الجديدة التي شهدتها أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي السريع وسيطرة حركة طالبان على كابول يحاول رئيس النظام التركي رجب أردوغان وفق صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الهروب من أزماته الداخلية وكسر عزلته على الصعيد الدولي.
الصحيفة رأت في مقال رأي نشرته على موقعها الإلكتروني أن مصالح أردوغان بأفغانستان ترتكز بشكل رئيسي على محاولاته الهروب من أزماته الداخلية حيث تدنت شعبيته الى مستوى قياسي وأصبحت بلده معزولة بسبب سياساته الفاشلة وتدهور علاقاته مع حلفائه السابقين في واشنطن وأوروبا كما أن الاقتصاد التركي يواجه أزمات طاحنة ومتتالية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان رأى في أفغانستان وتدخله بشؤونها من باب «توفير الأمن وإدارة مطار كابول فرصة لإصلاح العلاقات بينه وبين الغرب» ولا سيما أن هذه الصلات توترت إلى حد كبير بسبب النزعة الاستبدادية التي يبديها نظامه، مبينة أن رئيس النظام التركي وبعد أن أدرك عزلته على المستوى الدولي والإقليمي وأن اقتصاد بلده على وشك الانهيار يحاول عكس مسار الأمور وإنقاذ نفسه في الانتخابات المقبلة.
واعتبرت الصحيفة أنه كان حرياً بأردوغان أن يتوقف عن محاولات بسط نفوذه والتدخل في شؤون أفغانستان وأن يلبي رغبات مواطنيه الأتراك على الصعيد الداخلي وينهي حملات القمع والسياسات التعسفية التي أدت إلى تراجع شعبيته وحزبه إلى ما دون 30 بالمئة وفق أحدث استطلاعات الرأي.
وجاءت محاولات أردوغان إدارة مطار كابول بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في محاولة منه لفسح المجال أمام تدخل تركي أكبر وأكثر نفوذاً في أفغانستان حيث اعتاد استغلال الأوضاع والأزمات لتحقيق أطماعه كما حصل في سورية وليبيا وغيرهما.