الكذب أمام الأطفال يؤثر في مستقبلهم

يرن هاتف الأب، فينادي طفله ويلقنه هذه الكلمات (بابا خرج ونسي هاتفه حين يعود سأخبره بأنك اتصلت).. كم منا طلب من طفله أن يكذب في أمور كهذه؟! بينما يعاقبه في مرة أخرى على كذبة تخص الطفل وحده.
تقول هند (موظفة): الكذب إحدى أسهل الطرق للتعامل مع مطالب أطفالنا العشوائية، فالكثير من الأهل يكذبون على أطفالهم في الوقت الذي يجب أن يكونوا فيه قدوة لأبنائهم، ويبررون ذلك بتسمية تلك الأكاذيب بـ«الكذبة البيضاء»، فالأطفال يولدون على الفطرة النقية، ويكتسبون الصدق والأمانة أو (الكذب) من البيئة المحيطة بهم، فإذا كان المحيطون بهم يراعون الصدق في أقوالهم فسوف يتعلمون منهم ذلك، أما إذا نشأ الطفل في وسط لا يراعي الصدق ولا يساعد في التدرب عليه، فيسهل عليه الكذب، وخاصة إذا كان يتمتع بقدرة كلامية وخيال خصب يحول دون قوله الصدق، بل يتدرب عليه حتى يصبح مألوفاً.
شحادة زغريني – كلية التربية (تربية خاصة) بيّن أن الطفل يندفع إلى الكذب نتيجة عدة أسباب منها كثرة الإذلال والقمع التي يتعرض لها، أو قد يلجأ إلى الكذب للحصول على العطف والرعاية، بسبب عدم ثقته بالكبار ولشعوره بالحرمان أو لكثرة العقاب، أو بهدف جلب الانتباه ولفت الأنظار إليه، أو بسبب ارتكاب بعض الآباء والأمهات الأخطاء والتصرف بلا وعي أو إدراك أمام أطفالهم.
وبيّن زغريني أن خصلة الكذب لدى الطفل قد تتكون لديه عن طريق تقليده والديه، فهو يلاحظ أنهما يكذبان في حالات كثيرة فيظن أن الكذب مباح له، فالأم على سبيل المثال تفعل شيئاً أمام طفلها تريد إخفاءه، لذلك تقول للطفل: إذا سألك أبوك عن هذا فلا تقل له شيئاً، أو حينما يكثر الطفل من الإلحاح على أمه بطلب نوع الطعام فتقول له: لقد انتهى ولا يوجد منه شيء حالياً، هذه المواقف تعتبر درساً في الكذب وأسلوباً فجاً في تربية الطفل، لذلك يعتبر دور الأبوين كبيراً في غرس القيم الأخلاقية في الأطفال وتنشئتهم على الصدق منذ نعومة أظفارهم.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار