بعد 10 أيام قضاها بمشفى الأطفال باللاذقية.. الشؤون الاجتماعية تجد مأوى لرضيع تخلت عنه أمه
منذ أكثر من عشرة أيام لا يزال الطفل الرضيع الذي أطلق عليه اسم “مقداد” لعدم معرفة اسمه أو نسبه موجوداً في مشفى التوليد والأطفال باللاذقية، وذلك بعد أن تركته أمه عند إحدى السيدات في منطقة القرداحة على أساس أنها ستذهب لقضاء أمر مهم ومن ثم تعود لأخذه.
أربعة أيام محمّلة بالتساؤلات والتكهنات، مرّت ثقيلة على السيدة التي كانت تنتظر عودة الأم من دون جدوى، حتى ضاق كبر السن بها على تحمل مسؤولية طفل لا تدري عنه شيئاً، ليساعدها بذلك ابنها الذي حمل معها مسؤولية رعاية الطفل خلال تلك الأيام القصيرة الطويلة، والذي أطلق على الطفل اسم مقداد حتى لا يبقى من دون اسم كما بقي من دون أم ومأوى.
وبعد انقضاء الأيام الأربعة، قام ابن السيدة بتسليم الطفل إلى مخفر شرطة القرداحة ليقوم بدوره بتسليمه إلى مشفى التوليد والأطفال في مدينة اللاذقية.
معاون المدير العام لمشفى التوليد والأطفال مرهف محفوض قال لـ(تشرين): تم استلام الطفل بموجب ضبط شرطة من مخفر القرداحة، وبعلم مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة، وذلك لفترة معينة، إلا أنه مضى على وجود الطفل في المشفى أكثر من عشرة أيام من دون القيام بأي إجراءات من ناحية الشؤون الاجتماعية والعمل لإرسال الطفل إلى مكان للرعاية الاجتماعية.
وأضاف محفوض: عمر الطفل سنة وثلاثة أشهر وهو لا يزال رضيعاً بحاجة إلى اهتمام ورعاية كاملة، ناهيك عن توفر جو نظيف خال من الأمراض، وتابع: قمنا بالمشفى بوضع ممرضة خاصة للقيام بالاهتمام بالطفل ورعايته.
واستدرك: رغم ذلك، من يستطيع متابعة الطفل باستمرار لكي لا يلمس الأسطح أو الأرض، وخاصة أن الطفل رضيع لا يفهم الكلام أو التحذيرات، وجسمه قابل لالتقاط عدوى الأمراض.
وبيّن محفوض أنه سيرسل غداً صباحاً كتاب للنائب العام في اللاذقية لاتخاذ الإجراء المناسب فيما يتعلق بالطفل الذي لا يجب أن يبقى أكثر من ذلك في المشفى خوفاً على سلامته من انتقال أي عدوى إليه، ناهيك عن ضرورة إيلائه الرعاية الكاملة والاهتمام.
بدوره، قال مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في اللاذقية عمار أحمد لـ(تشرين): تواصلنا مع جمعية المساعي الخيرية، وسيتم غداً صباحاً استلام الطفل أصولاً بموجب محضر استلام وتسليم من مشفى التوليد والأطفال.كما تم التواصل مع عدد من الجمعيات الخيرية، كان بينها مؤسسة “الشهيد” التي تبنت رعاية الطفل لمدة عام كامل، من خلال تقديم الحليب والغذاء والثياب والحفاضات.