مؤشرات سعودية للتطبيع

ظل النظام السعودي، تقليدياً، يوارب عندما يتعلق الأمر بتطبيعه مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، لكن هذه المواربة كانت تختفي لتلعب الرياض دور الراعي والمسهل، بل المبارك، لكل عمليات التطبيع التي تمت مؤخراً، ويبدو أن وصول ولي العهد محمد بن سلمان إلى صدارة المشهد السياسي قد ساهم بكل ذلك.

تصريحات الود المتبادلة بين النظام السعودي و”إسرائيل” تشي بأن بين الجانبين هامشاً واسعاً من تفاهمات سرية حول مختلف الموضوعات، وفي أحدث فصول إشارات “السلام والتطبيع” تصريح وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، رداً على تعهد نتنياهو، بتسيير رحلات جوية من تل أبيب إلى مكة المكرمة حيث قال الأمير: “لا أعرف إذا ما كان الأمر وشيكاً، هذا الموضوع يعتمد بحد كبير على التقدم في عملية السلام”.

قد يكون هذا الكلام دبلوماسياً وعاماً، يمكن تحميله وجهات نظر مختلفة، وهذا قد يبدو مفهوماً ومبرراً من الوزير السعودي في سياق المواربة، التي سبق ذكرها، لكن ما تخفيه سطور التصريح يعبر عنه بقوله: إن “تطبيع مكانة إسرائيل داخل المنطقة سيحقق فوائد هائلة للمنطقة ككل، وسيكون مفيداً للغاية من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية وكذلك من المنظور الأمني”. فهل بعد هذا من لبس في الحديث عن التطبيع؟.

وقد سبق لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن أوضحت دور السعودية في عمليات التطبيع التي تمت مؤخراً، ولم تعلق الرياض رسمياً.

وقالت الصحيفة: “تلعب السعودية دوراً مركزياً في المنطقة”، مشيرة إلى أنه لم يكن من الممكن السماح بأي من اتفاقيات التطبيع الأخيرة من دون الضوء الأخضر من السعودية.

وكانت مصادر إسرائيلية سربت صور لقاء عقد في شهر تشرين الثاني الماضي بين نتنياهو ومحمد بن سلمان في منتجع نيوم السعودي.

وقال حينها موقع “ميدل إيست آي” البريطاني: إن “انعقاد هذا اللقاء ومحاولة إضفاء صفة رسمية عليه، ليس إلا خطوة أخرى من المملكة نحو تطبيع علاقاتها مع إسرائيل”.

وأضاف الموقع في تقرير له: إن “بومبيو ونتنياهو ضغطا على ولي العهد حتى يخرج إلى العلن، ويقوم بمبادرات أهم وأبلغ رمزية تجاه “إسرائيل”، والموافقة على لقاء علني أو إصدار بيان مشترك، وشرحا له بأنه عندما يصبح جو بايدن الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة فسوف يكون المضي قدماً في تعزيز العلاقات الثنائية بين “إسرائيل” والسعودية أكثر صعوبة.

بعد كل هذا فإن اتفاق تطبيع سعودي- إسرائيلي، وإن لم يكن وشيكاً بالضرورة، أصبح اليوم أكثر وضوحاً، فابن سلمان يتقرب من “إسرائيل” لكي “يفوز” برضا البيت الأبيض وساكنه الجديد جو بايدن الذي قال بإعادة تقييم العلاقة مع السعودية، وابن سلمان وغيره من مشيخات الخليج يتصرفون انطلاقاً من قاعدة دأبوا عليها (من يقترب من “إسرائيل” يفوز بتعاطف البيت الأبيض).

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار