سورية وروسيا .. مواصلة الجهود لعودة المهجرين إلى مناطقهم المحررة من الإرهاب

استكمالاً للجهود السورية الروسية المشتركة في إطار التعاون والتنسيق القائم بين الجانبين لمكافحة الإرهاب والإعداد لتسهيل عودة المهجرين إلى قراهم ومنازلهم عقد اليوم المؤتمر الصحفي الثالث السوري الروسي المشترك.
وأشار وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف إلى أنه بعد الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري على الإرهاب وعودة الأمن والأمان إلى أغلب المناطق تواصل الدولة السورية وبتوجيهات كريمة من السيد الرئيس بشار الأسد جهودها الحثيثة من أجل عودة المهجرين السوريين إلى أماكن استقرارهم وإنهاء المعاناة التي يعيشونها في دول اللجوء، وتسعى لتأمين مقومات ومتطلبات هذه العودة من إعادة الخدمات والبنى التحتية الأساسية وتأمين فرص عمل وكل احتياجات المواطنين.
ولفت مخلوف إلى أن الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، وما يسمى بقانون قيصر قد ألحق ضرراً كبيراً بالمدنيين في سورية ومنع وصول الأدوية والأجهزة الطبية المنقذة للحياة في ظل جائحة كوفيد-19، وحرم المدنيين من العلاج والتعافي من المرض.
كما أن دعم بعض الأطراف الإقليمية والدولية للتنظيمات الإرهابية واستمرار الانتهاكات والجرائم بحق الأهالي من قبل قوات النظام التركي ومن قبل الإرهابيين شمال شرق وشمال غرب سورية وكذلك الاحتلال الأمريكي لبعض المواقع وذلك بالتزامن مع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية يشكل عائقاً أمام الجهود التي تبذلها سورية مع روسيا في تعزيز الأمن والاستقرار وإعادة الإعمار، ومع ذلك فإن الدولة السورية ماضية في تقديم كل الخدمات اللازمة للمواطنين والتي تدعم عودة المهجرين واللاجئين إلى وطنهم، مستعرضاً المراسيم والقوانين التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد ومنها مراسيم العفو السابقة والتي بلغ عددها 20 مرسوماً ومراسيم السماح بتأسيس مصارف التمويل الأصغر وإعفاء القروض الطلابية من كل الرسوم والطوابع والتي تسهم جميعها في تأمين بيئة مستقرة ومحفزة على العلم والدراسة وعلى تأمين الاستقرار والتنمية وتشجع على عودة اللاجئين وتحفزهم على إقامة مستدامة في وطنهم ومنازلهم.
وأضاف مخلوف: لقد عملت هيئة تنسيق عودة المهجرين السوريين بالتعاون مع الهيئة التنسيقية الروسية ومن خلال تبسيط الإجراءات ومساعدة المهجرين على ترميم الوثائق المفقودة وتأمين خدمات النقل والرعاية الصحية و تمت عودة مئات الآلاف من الخارج، وتبلغ حصيلة المهجرين العائدين داخلياً ما يقارب 1039465 عائلة.
وحول ما تم إنجازه خلال الربع الأول من العام الحالي أشار مخلوف إلى أنه تم تأهيل 420 منزلاً من المنازل المتضررة جزئياً ، كما تم جمع وترحيل أنقاض حوالي 8000م3 ، وتم توزيع حوالي 2969 خزان مياه للشرب، كما تم وضع 4 آبار مياه جديدة ضمن الخدمة الفعلية في محافظة السويداء بتكلفة إجمالية 960 مليون ليرة تقريباً.
إضافة إلى تشغيل محطة ضخ رويحينة في محافظة القنيطرة بعد الانتهاء من أعمال إعادة تأهيلها، حيث جرى تأهيل بناء المحطة ومد خطوط ضخ بطول 2 كم وتأمين التجهيزات الميكانيكية والكهربائية اللازمة، علماً أن المحطة تتغذى من بئر بغزارة 30 م3 في الساعة وتؤمن مياه الشرب لسبعة آلاف نسمة في تجمعات رويحينة ورسم شباط وزبيدة الغربية.
من خلال متابعة المناطق الصناعية التي يتم ترميمها وإعادتها للعمل مع الصناعيين والحرفيين ومنها منطقة فضلون / 1-2/ الصناعية، فقد تمت إعادة حوالي 750 منشأة للعمل ويوجد 15 منشأة صناعية قيد الترميم، وتسهيل منح القروض الصناعية.
ويجري العمل حالياً على المرحلة الثانية وإعادة تشغيل 700 منشأة حرفية من خلال تنفيذ شبكات المياه والكهرباء والاتصالات وشبكة الطرق ومتابعة العمل في بقية المناطق ليصبح إجمالي عدد المناطق الصناعية والحرفية المحدثة في جميع المحافظات 158 منطقة، ويبلغ عدد المقاسم الكلي في المناطق الصناعية والحرفية 59937 مقسماً، منها 32508 مخصص، و6254 مقسماً قيد البناء، 9017 مقسماً قيد الإنتاج في جميع المحافظات، ما يؤمن أكثر من 30 ألف فرصة عمل.
وبيّن مخلوف أنه في مجال التعويض على المتضررين بمنازلهم من جراء الأعمال الإرهابية وتيسير عودتهم إلى منازلهم تمت إعادة تقييم المخططات التنظيمية لفتح نوافذ استثمارية وخدمية وتنموية على مستوى كل وحدة إدارية محفزة لإعادة بناء تلك المساكن المتضررة وتوفير السكن الآمن والمريح ، إضافة إلى تنفيذ مشاريع خدمية، تأهيل طرق وخطوط صرف صحي وحدائق لتعزيز وتحسين الواقع البيئي، حيث وصل عدد المشاريع في الربع الأول من هذا العام إلى 500 مشروع، كما تمت الموافقة على منح المنشآت غير الحاصلة على الترخيص الإداري إذناً بمزاولة نشاطها بهدف تحفيز العمل في المشاريع والحرف والورشات الصغيرة ضمن بيئة مستقرة من الناحية الإدارية والقانونية وتوفير آلاف فرص العمل.

وفي مجال الاستجابة لجائحة كورونا بيّن وزير الإدارة المحلية أن الدولة تعمل من خلال مؤسساتها المتخصصة على تأمين الأسرة الطبية والمستلزمات الأساسية والأوكسجين من خلال تخصيص بعض المشافي لتحقيق استجابة لجائحة كورونا وتأمين أسرة للمرضى .
بدوره نائب رئيس مركز التنسيق الروسي اللواء البحري كاربوف الكسندر فاديموفيتش أكد مواصلة العمل بشكل نشط لإعادة المهجرين السوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة مشيراً إلى عودة “2230909” مواطنين سوريين إلى أماكن إقامتهم الدائمة حتى الآن.
واستعرض في كلمته نتائج عمل استعادة الحياة الطبيعية في الجمهورية العربية السورية خلال الربع الأول للعام 2021 وإعادة إعمار منشآت البنية التحتية
إضافة إلى توزيع المساعدات الإنسانية وإزالة الألغام التي خلفتها التنظيمات الإرهابية في المناطق السكانية، مشيراً إلى أنه على الرغم من الوضع الاقتصادي الصعب تُبذل جهود حثيثة رامية إلى إعادة إعمار مراكز ومنشآت اجتماعية هامة تعد من أهم مقومات عودة المواطنين السوريين إلى أماكن سكنهم.
وعلى سبيل المثال أذكر معطيات حول إعادة إعمار مراكز اجتماعية هامة في مدينة حلب وريفها، حيث يقوم ممثلو مركز التنسيق الروسي بشكل يومي بمتابعة مجريات عملية إعادة بنائها، بالإضافة إلى منشآت حيوية هامة وكذلك الاهتمام بالمراكز الثقافية والتعليمية أيضاً .
من جانبه، اللواء حسـن علي سـليمان مدير الإدارة السياسية تطرق في كلمته إلى أهمية ما تم تحقيقه بعد عشر سنوات من الحرب على سورية لجهة استعادة العديد من المناطق التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين، وهو ما انعكس إيجاباً على عودة الحياة الطبيعية إلى تلك المناطق وأسهم في عودة مئات الآلاف من المدنيين المهجرين إلى مدنهم وبلداتهم وقراهم، فضلاً عن إعادة دورة الحياة الاقتصادية إلى العديد من القطاعات الصناعية والزراعية وإعادة تأهيل المدارس والمشافي والمراكز الخدمية التي ترتبط بشكل مباشر بتأمين حاجات المواطنين الأساسية، ولأن سورية بالتعاون مع أصدقائها المخلصين قد نجحت في تجاوز المرحلة الأصعب من هذه الحرب لجأ داعمو الإرهاب من أطراف دولية وإقليمية إلى فرض العقوبات الاقتصادية والحصار الجائر على الشعب السوري تحت مسميات عدة بهدف تجويعه وحرمانه من أبسط مقومات الحياة الكريمة وخاصة في ظل ظروف صحية حرجة من جراء تفشي وباء كوفيد 19، وهو ما يدل على أن تلك الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة لإطالة أمد الحرب على سورية وتحقيق مصالحها الاستعمارية في نهب ثروات الشعب السوري ومحاولة السيطرة على مقدراته وحرمانه من الاستفادة من ثرواته الوطنية وأبرزها النفط والقمح والمياه وذلك بالتعاون مع الميليشيات التي تدعمها، إضافة إلى النظام التركي الذي يدور في فلك الإدارة الأمريكية تتواصل الخروقات التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المدعومة من النظام التركي في ريف حلب الغربي، حيث قامت تلك التنظيمات بتاريخ 21/3/2021م باستهداف الأحياء الآمنة شرق مدينة حلب بقذائف صاروخية ما أسفر عن استشهاد وجرح عدد من المدنيين بينهم أطفال، فضلاً عن تسجيل العديد من الخروقات التي ترتكبها تلك التنظيمات باتجاه أرياف إدلب واللاذقية وحلب وحماة، وهو ما يشكل استمراراً لانتهاك خفض التصعيد وعرقلة للمساعي والجهود الإنسانية التي يبذلها الجيش العربي السوري بالتعاون مع الأصدقاء الروس لإخراج المدنيين الموجودين في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في إدلب.
مؤكداً عزم الدولة السورية بالتعاون مع روسيا الاتحادية لترسيخ الأمن والاستقرار في جميع المناطق وتخليصها من الإرهاب وإعادة الحياة الطبيعية إليها تمهيداً لإعادة الإعمار والنهوض من جديد بسورية واستعادة مكانتها الحضارية والإنسانية.

عدسة: طارق الحسنية

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار