الخارجية: الاتحاد الأوروبي رحل كما رحل الاستعمار.. والعودة إلى سورية عبر بوابة السيادة والمصالح السورية حصراً
أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن مؤسسة الاتحاد الأوروبي بسياستها المطبقة استمرار للاستعمار بشكل حديث مشددة على أن تصريحات بعض مسؤولي الاتحاد حول دوره وشروطه في عملية إعادة الإعمار تدل بشكل واضح على عدم فهم لما يجري في سورية.
وجاء في بيان للوزارة تلاه الدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين ونقلته «سانا»: من وقت لآخر يطالعنا بعض مسؤولي الاتحاد الأوروبي بتصريحات حول دور الاتحاد وشروطه الأساسية فيما يتعلق بإعادة الاعمار والعلاقات مع سورية مؤكداً أن تكرار هذه التصريحات التي يبنيها هؤلاء المسؤولون وفق أوهامهم أو أحلامهم تدل بشكل واضح على عدم فهم أو دراية لما يجري في سورية والمنطقة.
كما جاء في بيان وزارة الخارجية والمغتربين: بالنسبة لسورية فإن مؤسسة الاتحاد الأوروبي بسياستها المطبقة ما هي إلا استمرار للاستعمار ولكن بشكل حديث وهذه النظرة السورية للاتحاد لا تنطلق أبداً من منطلق سياسي أو أيديولوجي أو انفعالي وإنما من تجارب حقيقية مرت بها سورية مع الاتحاد الأوروبي قبل الحرب وأتت الحرب الإرهابية لتثبتها.
وأوضحت الوزارة في بيانها: أن ما قدمه الاتحاد الأوروبي لسورية لم يكن في يوم من الأيام منحاً أو عطاءات بل كان قروضا تسدد دورياً من أموال الشعب السوري مبينة أن سورية قامت على مدى عقود قبل الحرب بالتعاقد مع مؤسسة الاتحاد الأوروبي لبناء واستثمار بنى تحتية أو منشآت في قطاعات عديدة كالكهرباء والنفط والغاز وشراء العديد من التجهيزات الطبية والصحية والخدمية والتي توقفت الآن جميعها بسبب حصار هذا الاتحاد وعقوباته على سورية ما أدى لتراجع شديد في الخدمات المذكورة والتي اثرت ولا تزال تؤثر سلباً وبشكل كبير على المواطن السوري وأدت إلى ارتفاع نسبة الوفيات في البلاد.
وتابعت وزارة الخارجية والمغتربين: لو عادت سورية إلى العقود الماضية وقامت بشراء نفس التجهيزات من مصادر أخرى لكان اليوم وضع الشعب السوري أفضل بمئات المرات لأن أي جهة أخرى كانت قد تعاملت مع الشعب السوري بشكل أخلاقي وإنساني واحترمت عقودها وتعهداتها واستمرت بتقديم ما تعهدت به للدولة التي أبرمت معها هذه الاتفاقيات.
وأردفت الوزارة.. إضافة لما سبق فإن كل العلاقات القديمة التي كانت تبدو ظاهرياً أنها جيدة إلا أنها لم تتمكن من تقديم ذرة فائدة واحدة لسورية بدءاً مما يتعلق بالمصالح السياسية في سورية وخاصة في قضية استعادة سورية أراضيها المحتلة ووصولاً لقضايا التعاون الثنائي التي تشمل منع بيع أي تجهيزات أو مواد أو أي طلبات شراء تتم من قبل سورية إلا إذا وافقت الإدارة الأميركية عليها وأكبر دليل على ذلك عدم قدرة مؤسسة الاتحاد الأوروبي بيع طائرات لسورية رغم أنها صناعة أوروبية.
وتساءلت الخارجية في بيانها إذا كان الاتحاد الأوروبي حتى في الظروف الطبيعية أقرب إلى السلبية في تعاطيه مع الوضع في سورية وإذا كان تعامله الآن في الحرب هو مزيج من الحصار ودعم الإرهاب والخضوع الكامل للقرار الأميركي فما الذي يؤملنا به مسؤولو الاتحاد الأوروبي لسورية.. نحن نؤكد لهؤلاء المسؤولين أننا تعلمنا الدرس جيداً ومجرد التفكير بعودة هذه المؤسسة إلى البلاد فذلك يعني أننا نقوم بأيدينا بوضع ألغام ستنفجر بأي لحظة بقلب سورية.
وأشار البيان إلى أنه رغم خطورة ما تقوم به مؤسسة الاتحاد الأوروبي فإن سورية تؤكد على التمييز بين ما تقوم به هذه المؤسسة وبين بعض الدول المنضوية تحتها فهناك دول أوروبية عديدة اتخذت مواقف موضوعية تجاه ما يجري في سورية وحاولت أن ترفع صوتها مؤخراً لرفع الحصار عن سورية لكن مؤسسة الاتحاد الأوروبي منعتها ووضعت العراقيل في طريقها وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الدور التخريبي لهذه المؤسسة.
وتابع البيان: نؤكد للاتحاد الأوروبي أنه رحل عنا كما رحل الاستعمار ولن يعود تحت أي مسمى لا عملية سياسية ترضيهم ولا انتخابات تحقق أحلامهم لأن من طرد من الباب لن نسمح له أن يعود من النافذة وإذا كان هناك من شروط توضع فإن سورية من تضعها وهناك شرط وحيد ملزم لأي جهة كانت وهو العودة إلى سورية عبر بوابة السيادة والمصالح السورية حصراً.
وختمت وزارة الخارجية والمغتربين بيانها بالقول: على المسؤولين الأوروبيين ألا يضيعوا وقتهم بصياغة بيانات لا تحمل إلا الأوهام والأحلام فبالنسبة لسورية سياسة الاتحاد الأوروبي وسياسة «داعش» هما وجهان لعملة واحدة هي العملة الأميركية.