أشار مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» إلى أن حلف شمال الأطلسي «ناتو» أجرى مناورات «ديناميك مانتا 2021» الحربية المضادة للغواصات في البحر الإيوني (أحد أفرع البحر المتوسط) في الفترة الممتدة من 22 شباط إلى 5 الشهر الجاري بمشاركة سفن وغواصات وطائرات من ثماني دول (الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وألمانيا واليونان وإسبانيا وبلجيكا وتركيا).
ولفت المقال إلى أن الوحدتين الرئيسيتين اللتين شاركتا في هذه المناورات هما غواصة هجومية تعمل بالطاقة النووية من طراز لوس أنجلوس وحاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول مع مجموعتها القتالية وغواصة هجوم نووي، مشيراً إلى أن إيطاليا استضافت المناورات وجعلت ميناء كاتانيا (صقلية) ومهبط طائرات الهليكوبتر التابعة للبحرية (أيضاً في كاتانيا) متاحين للقوات المشاركة، حيث تهدف المناورات للبحث عن غواصات روسية في البحر الأبيض المتوسط من شأنها أن تهدد أوروبا على حد زعم حلف شمال الأطلسي.
وقال المقال: في الوقت نفسه، تقوم حاملة الطائرات «أيزنهاور» الأمريكية ومجموعتها القتالية بتنفيذ عمليات في المحيط الأطلسي «لإظهار الدعم العسكري الأمريكي المستمر للحلفاء والالتزام بالحفاظ على البحار حرة ومفتوحة»، وتندرج هذه العمليات، التي أجراها الأسطول الأمريكي السادس ضمن الإستراتيجية التي وضعها قائد القوة المشتركة لحلف شمال الأطلسي في نابولي السابق الأدميرال جيمس فوجو الذي كان جادل بأن «ناتو» يجب أن يستعد لـ«معركة الأطلسي الرابعة» بعد الحربين العالميتين والحرب الباردة.
وأوضح المقال أن كل هذه العمليات العسكرية تجرى رسمياً باسم «دفاع أوروبا ضد العدوان الروسي» الذي هو قلب للواقع والحقائق التي تشير إلى توسع «ناتو»إلى أوروبا بقواته وحتى قواعده النووية على مقربة من روسيا.
ولفت المقال إلى أن الأمين العام لحلف «ناتو» ينس ستولتنبرغ أعلن في 26 من الشهر الماضي أن التهديدات التي واجهها الحلف قبل وباء كورونا لا تزال قائمة بما فيها «الإجراءات العدوانية التي تنتهجها روسيا وصعود الصين» وشدد على الحاجة إلى تعزيز الصلة عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة وأوروبا ورفع التعاون بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى مستوى أعلى، كما أكد المجلس الأوروبي مجدداً على «الالتزام بالتعاون الوثيق مع ناتو وإدارة بايدن الجديدة للأمن والدفاع» الأمر الذي يجعل الاتحاد الأوروبي أقوى عسكرياً.
وأضاف المقال: وتباعاً، إن التعزيز العسكري للاتحاد الأوروبي يجب أن يكون مكملاً للتعزيز العسكري الخاص بـ«ناتو» ولاستراتيجية الولايات المتحدة، والتي تتمثل في إثارة التوترات المتزايدة مع روسيا في أوروبا، وذلك لزيادة نفوذ الولايات المتحدة في الاتحاد الأوروبي نفسه، في لعبة خطرة ومكلفة بشكل متزايد، فهي تدفع روسيا بشكل أو بآخر إلى تقوية نفسها عسكرياً.
قد يعجبك ايضا