أهمية الإعداد النفسي للاعبين في تحقيق الإنجاز الرياضي
على الرغم من تنامي الدور الذي يلعبه الإعداد النفسي كعامل مهم، وأحد أهم أساليب عملية التخطيط والاستعداد للمنافسات، جنباً إلى جنب مع الإعداد البدني إلا أن هذا العلم مازال يتلمس خطواته الأولى في رياضتنا.
وتبرز الحاجة إلى زيادة الاهتمام به, فالمجهود البدني لم يعد كافياً وحده للفوز مع التقدم الكبير في الخطط والتكتيك وتعدد المنافسات والمنافسين على المستويين الداخلي والخارجي.
«تشرين» استطلعت آراء عدد من الخبراء والمختصين الذين أكدوا ضرورة الاهتمام بالإعداد النفسي على اعتبار أنه يرتبط مباشرة بالصفات النفسية للاعب ويؤدي دوراً مهماً في تطورها بما يساعده في التكيف مع مختلف الظروف والتغييرات التي تحدث أثناء المباريات.
البداية كانت مع اختصاصية علم النفس الرياضي سمر سلمان التي قالت: إن علم النفس الرياضي يساهم من 60 إلى 70 % في تأهيل البطل الرياضي، وخاصة في رياضة المستويات العالية التي يكون فيها فرق الزمن أعشاراً من الثانية ويكون فيها الأبطال على مستوى التدريب والإعداد نفسه، حيث يكون العامل النفسي هو الفارق في الفوز، فالرياضة في حالة تطور دائم كغيرها من المجالات وهي أصبحت صناعة لا تعتمد على الطفرات، وإنما لها أدواتها ومن أهم أدواتها العلم المنهجي الحديث الذي يضم كل أركان صناعة البطل الرياضي الحديث.
وعدت سلمان أن علم النفس الرياضي دخل حديثاً إلى رياضتنا والأزمة ساهمت في الحد من الاهتمام به، إلا أننا مستمرون في دورات التدريب والتأهيل للمدربين وكيفية التعامل مع اللاعبين، إضافة إلى دورات التأهيل للحكام والتهيئة النفسية للاعبين، ونطمح لأن يكون لنا دور أكبر في الاستحقاقات الرياضية الكبرى.
ونوّهت سلمان بضرورة وجود اختصاصي علم نفس في منتخباتنا يرافقهم في تدريباتهم وفي البطولات الكبرى، مشيرة إلى أن العامل النفسي يرتبط بشخصية اللاعب أولاً، إلا أن الإعداد البدني عالي المستوى يمنح اللاعب الثقة ويزيد من مستوى الوعي والصحة النفسية لديه، مشيرة إلى أنه حتى لو كان لدى اللاعب بعض الصفات النفسية كالانطواء والخجل إلا أنه من خلال الدعم والإرشاد النفسي وإعطاء الحافز فإن مستوى الثقة ترتفع لدى اللاعب.
وأكدت سلمان أهمية الدعم النفسي للاعبين في الفئات العمرية الصغيرة بسبب الضغوط النفسية التي تترتب عليهم في البطولات، إضافة إلى أن القدرات الفكرية والنفسية للاعبين لا تكون وصلت إلى مستوى الاعتماد على النفس وتوظيف القدرات العقلية والجسدية للسيطرة على الانفعالات وهذا الجانب مهم لدى منتخباتنا خصوصاً فيما يتعلق بالاضطراب والقلق ما قبل المباراة.
ولفتت سلمان إلى أن الضغوطات على اللاعبين في الألعاب الفردية تكون أكثر من الألعاب الجماعية لأن اللاعب يكون تحت الضغط مباشرة, على اعتبار أنه يتحمل نتيجة المباراة، وبالتالي يحتاج إلى تأهيل نفسي أكبر.
أما المدرب الكروي مهند الفقير فقال: الإعداد النفسي هو مفتاح القفل الذي يخرج كل إمكانات اللاعب، وهو يقسم لقسمين الإعداد النفسي قصير الأمد وهذا يستخدم قبل المباريات وقبل البطولات مباشرة، والإعداد النفسي طويل الأمد وهذا يكون على مدار إعداد الفريق لأشهر وربما لسنوات.
وأوضح الفقير أنه من المفروض أن تكون للمدرب أو للمدير الفني خطة واضحة في حال كان لديه معد نفسي أو اختصاصي علم نفسي عبر عقد اجتماعات مع اللاعبين وتفهم طبيعة مشاكلهم ومتطلباتهم لحلها، ومساعدة اللاعبين على كيفية تجاوزها عند النزول لأرض الملعب.
وأشارّ الفقير إلى أن الإعداد النفسي مازال غائباً في رياضتنا، ومازلنا نعتمد بشكل كبير على الحماس والمكافآت وأحياناً العقوبات ونحن نخلط بين الإعداد النفسي والتحفيز، فالتحفيز هو جزء من الإعداد النفسي وليس كله.
كما أننا نلجأ دائماً لأسلوب الترغيب والترهيب ونعتقد أنه يحل مكان الإعداد النفسي ولكن الإعداد النفسي الذهني هو أن يدخل اللاعب المباريات ويتغلب على جميع الضغوط الداخلية الخارجية التي تواجهه خلال المباراة.
وبدوره، مدرب المنتخب الوطني للريشة الطائرة وسيم الضماد أكد أهمية الإعداد النفسي بقوله: يزيل رهبة اللاعب قبل المباراة ويحضر اللاعب ذهنياً لدخول المباراة خصوصاً بالنسبة للاعبين الذين يكونون في بداية مشوارهم الرياضي.
كما يسعى من خلال التحفيز لإعداد اللاعبين نفسياً ولكننا لا نملك الخبرة الكافية في هذا المجال، ومن الضروري خضوع اللاعبين والمدربين لدورات في الإعداد النفسي، ونحن تقدمنا بطلب لوجود معد نفسي مع المنتخبات الوطنية للريشة الطائرة.