جماليات المدينة جزء من الانتماء الوطني

الحرية- وصال سلوم:

تحتاج شوارع دمشق إلى عمليات تنظيم كبيرة، بعد أن ازدحمت ببسطات الألبسة المستعملة والمعلبات، وهذه حال جميع الشوارع حتى أصبح مرور السيارات والمشاة أمراً صعباً.
سيقول العديد من الناس: “دعوا الناس تسترزق”، وهذا صحيح من حيث المبدأ، شرط عدم تأثيره على الذائقة البصرية وجماليات مدينة دمشق التي نعتبرها أجمل المدن، وهي أقدم عاصمة في التاريخ، هذه المدينة تستحق منا تشغيل الخيال من أجل إعادة ترتيب المشهد بشكل أكثر جمالية وروعة.
هل يمكن أن نطلب من الرسامين ومتخصصي الفنون الجميلة والديكور، إعادة تنظيم الشوارع والأرصفة والبسطات بشكل أجمل من ذلك؟
ماذا لو أحيا الموسيقيون حفلات راقية في الحدائق، وقام الشباب بحملات تنظيف للشوارع والأماكن العامة؟
هذه العناوين تستحق من دون شك بذل الجهود ودفع المخيلة للابتكار للبحث عن خيارات أخرى غير تلك السائدة اليوم في شوارع دمشق.. فمدينة دمشق القديمة، تعاني هي الأخرى بأوابدها وشوارعها ومعالمها، فهي لم تسلم من اكتساح البسطات، ولا من تراكم  مخلفات البيع والنفايات التي تحتاج إلى إجراءات سريعة حتى تبدو المدينة القديمة، بجامعها الأموي الكبير، وبأسواقها التاريخية، ومقاهيها العامرة بالسهرات الشامية، مكاناً مفضلاً للزائرين والسياح.
بالتأكيد، حيث يعتبر الارتباط بالمكان وجمالياته، عاملاً أساسياً لتكريس الإنتماء للوطن، فالذي يعتني بنظافة بيته وحارته وألوان حيطانه وأبوابه، لاشك سيعتبر المكان جزءاً منه، تلك الثقافة لها مدلولاتها وإسقاطاتها الكثيرة، ولابد من تكريسها ودعمها حتى تصبح ثقافة سائدة بين فئات المجتمع، وسنطمح أكثر، حتى نشاهد جبل قاسيون مليئاً بأشجار الزيتون والمصاطب الجميلة التي تطل على المدينة وتزيدها ألقاً.
تلك السلسلة من الجبال التي تظهر وكأنها تحتضن دمشق، يمكن أن تصبح رائعة الجمال وبميزانيات غير كبيرة، ولتكن البداية عبر الإعلان عن حملات تشجير ضخمة تتبناها الدولة ويساعد بها المجتمع الأهلي وكل الفعاليات الشعبية التي لن تتردد بالمشاركة في هذا المشروع أبداً.
سنفكر جميعاً، كيف يمكن أن نفيد البلاد ونقدم لها إنجازاً مستداماً تستفيد منه الأجيال اللاحقة وتذكرنا به، وقد تكون حملات التشجير وتنظيم الشوارع والاعتناء بجماليات المدينة، أهم ما نقدر عليه في هذه المرحلة، ريثما يتحسن الوضع الاقتصادي وترفع العقوبات وتبدأ دورة الحياة تأخذ مسارها الطبيعي. فسوريا الوطن تستحق منا التفكير وإعمال الخيال والزنود، من أجل الابتكار والتجديد، إنها سورية أمنا، هي تنتظر من أبنائها الكثير.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار