تعزيز فكرة العمل التطوعي في بلدة صحنايا.. وخطة لإيجاد فرص عمل للشباب

الحرية – ميليا اسبر:
تعززت فكرة العمل التطوعي بعد سقوط النظام البائد، إذ بدأنا نرى عشرات المبادرات والحملات التطوعية في كل أنحاء البلاد، منها حملات نظافة وأخرى تزيين جدران المدارس وغيرها الكثير، حيث إن فكرة العمل التطوعي تنبع من داخل الإنسان، فهناك أشخاص يمتلكون حبَّ العطاء وتقديمه بلا مقابل، وتالياً تكون ثماره أكثر نضجاً وتنعكس بشكل إيجابي على العمل بشكل خاص والمجتمع بشكل عام .

السبت يوم للعمل التطوعي

بلدة صحنايا في ريف دمشق إحدى المناطق التي نشط فيها العمل التطوعي بشكل واضح خلال فترة الشهر ونصف الشهر الماضية، إذ يؤكد رئيس مجلس بلديتها المحامي فادي شعبان في تصريح خاص لصحيفة الحريّة أنه مع صبيحة التحرير كان هناك تواجد لكثير من الفرق التطوعية، لكن بشكل غير منظم كنوع من التعبير عن فرحتها بالانتصار.. يتابع شعبان، لكونه أيضاً رئيس لجنة الإغاثة في البلدة، وعمل على جمع كافة الجمعيات الخيرية والمؤسسات التنموية والفرق التطوعية المتواجدة على الأرض، تمَّ عقد اجتماع دوري لتقييم العمل السابق ووضع خطة للعمل اللاحق، وتقرر أن يكون يوم السبت من كل أسبوع مخصصاً للعمل التطوعي ، لافتاً إلى أن الحملة أوسع من حملة نظافة فقط ، لكن في البداية بدأنا بالنظافة لكي نعطي فكرة موجزة للمواطنين بأن البلد للجميع ، والنظافة مسؤوليتنا.
وبيّن أن الحملة كان لها أثر إيجابي على نفوس القاطنين في الأحياء التي تم الدخول إليها والحدائق التي تم استهدافها ، موضحاً أنه من ضمن الحملة أيضاً تزيين جدران المدارس برسومات هادفة ، إضافة إلى استهداف عدد من الشبان والشابات بدورات تدريبية مختلفة، سواء كانت دورات لرسومات هندسية أو دورات لإسعافات أولية وأيضاً دورات دفاع مدني، وهذا يندرج ضمن خطة تمكين الشباب وإيجاد فرص للعاطلين عن العمل، لكن يجب العمل بشكل مهني وللفئة المستحقة، فالعاطلون عن العمل هم رأسمال بشري يجب الاستفادة منه واستثماره بشكل أمثل.

مشاريع تنمية مستدامة

وبيّن شعبان أنّ هناك مشروعاً لعمل التنمية المستدامة ، يتم من خلاله البحث عن المشكلات الأساسية الموجودة في البلدة، وهما مشكلتان أساسيتان،الكهرباء والمياه، منها نستطيع المساهمة بحلها مثل مشكلة المياه، بينما الكهرباء أكبر من قدراتنا كمجتمع محلي ، علماً أنه بالنسبة لموضوع المياه، فلدينا كتب من المحافظة تطلب إحداث لجان تنمية في صحنايا تعنى بالتنمية المستدامة وإيجاد حلول للمشكلة، من خلال مشاريع تنموية يقدمها المجتمع المحلي، ولكن بشكل منظّم وتحت إشراف المؤسسات.
ونوه شعبان بوجود موضوع الخزان الإستراتيجي الموجود على تلة المصطبة في صحنايا، وسعته 10000 م ٣ ، حيث إنه يتواجد في منطقة مرتفعة، لذلك فهو قادر على إيصال المياه إلى الطوابق المرتفعة من دون مضخات على مبدأ الأواني المستطرقة في الفيزياء ، وتكلفته ما يقارب 16 مليار ليرة، وهو عبارة عن تمديد خطوط المياه الصاعدة والنازلة من وعلى الخزان لإيصالها ورفدها بالشبكة، لافتاً إلى أنَّ المشروع منفذ منه 25 % ، لكن حالياً يحاول المجتمع المحلي تشكيل لجان لجمع التبرعات لإكمال تنفيذ هذا المشروع بالسرعة القصوى من أجل حلِّ مشكلة المياه لأهالي صحنايا وأشرفية صحنايا وأيضاً ضاحية 8 آذار وربما أيضاً منطقة الكسوة.

من كل الأطياف

وأشار إلى أنّ الجمعيات الموجودة على أرض الواقع هي “التآخي الخيرية – مار الياس الغيور – المجلس الإسماعيلي للعمل التطوعي – الجمعية السورية الشبابية للتنمية والمؤسسة التنموية – ومؤسسة النضال” وأيضاً “مؤسسة يراع و إبداع ، فريق شباب صحنايا التطوعي- فريق اليد الخضراء التطوعي” مؤسسة اشرقت التنموية ومؤسسة علم ودفا، وهناك صدى إيجابي من الأهالي وكذلك من الفعاليات التجارية ، مؤكداً أنّ كافة أطياف المجتمع في صحنايا تشارك في هذه الحملات التطوعية.

وأضاف: إنّ فكرة العمل التطوعي تنضج أكثر عندما يجد الناس استجابة على أرض الواقع، مثلاً إذا نجحنا بتقديم مشروع واحد كخزان المياه، يمكن التوجه لمشاريع أخرى مثل الفرن الذي كان قد تمّ التصديق عليه قبل سقوط النظام البائد وقيمته مليار و305 ملايين ليرة ، ويتم التوجه لبناء الفرن وصيانة المدارس وغيرها من المشاريع، إذاً الأمر يحتاج إلى استمرارية وبناء ثقة بين الجهات التي تعمل على الأرض و الجهات المانحة.

وختم بأن هناك فكرة لإنشاء برنامج تلفزيوني اسمه ( إضاءات )، هدفه الإضاءة على عمل المؤسسات والجمعيات الفاعلة على الأرض، ويجمع فيه كل الجمعيات والمؤسسات الخدمية والفرق التطوعية، بحيث تتم زيارة موقع عمل كلِّ جمعية لتقييم عملها ومدى فعاليتها على الأرض، وستكون هناك ندوات حوارية حول العمل التطوعي وسبله ، وأيضاً مقوماته ومعوقاته، وما هي أفكار الشباب المتطوعين التي يمكن الاستفادة منها، لكونهم يشكلون لبّ العمل التطوعي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار