التلوث بمياه الصرف الصحي في درعا ظاهرة خطرة صحياً وبيئياً وتحتاج حلولاً ناجعة

الحرية – وليد الزعبي

ليس بالهامشي أبداً ملف الصرف الصحي، بل هو من أهم الملفات التي تستدعي كلّ اهتمام ومتابعة وتمويل حين تسمح الظروف، لكونه يسهم في الحفاظ على البيئة من التلوث ويتيح الظروف الملائمة للعيش الصحي الآمن للإنسان، من خلال الحدّ من الأمراض التي قد تصيبه من جراء ذلك التلوث.

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ بعض شبكات ومحاور الصرف الصحي في درعا بحاجة إلى إعادة تأهيل أو توسيع لشمول أحياء جديدة ضمن المدن والبلدات، وبالنسبة لمحطات المعالجة، فقد تضررت محطة معالجة مدينة درعا لجهة التجهيزات والأعمال المدنية، وكذلك محطة داعل المركزية لجهة الأعمال المدنية قبل أن يتم استثمارها ، فيما هناك محطات مكانية تعمل بطاقة محدودة لمعالجة الصرف الصحي الخاص ببلدان محددة، ولاسيما محطات كلٍّ من تل شهاب وجلين والعجمي وخبب.
أي أن محاور الصرف الصحي تصب في مجاري الأودية والمسيلات والسدود بشكل يتسبب بتلوثها، وهنا تبرز الحاجة لتوسيع صلاحيات ودور شركة الصرف الصحي ودعمها بالاعتمادات اللازمة كي تتمكن من التصدي لمهمة إعادة تأهيل وتجهيز المحطات المقررة على مراحل ووفق خطط مستقبلية.

الأمر المقلق يتمثل بظاهرة ري المزروعات بمياه الصرف الصحي، حيث يقوم ضعاف النفوس بسد الريكارات المتوضعة على مسار خطوط ومحاور الصرف الصحي وتعويم المياه وري المزروعات منها وبمختلف أنواعها، غير آبهين بمدى الضرر الصحي على صحة الإنسان، كما أن انتهاء تلك المحاور بمسار المسيلات والأودية يسهل أيضاً ري المحاصيل الزراعية بالمياه الآسنة، كذلك يضر بالأراضي الزراعية والمحيط السكني ويؤدي إلى انتشار الحشرات والقوارض الضارة.

متابعون لواقع المصادر المائية أشاروا إلى تضرر بعض السدود في المحافظة نتيجة انتهاء بعض مصبات الصرف الصحي فيها، وأكثر السدود تضرراً سد إبطع الذي يصب فيه محور الصرف الصحي لكل من بلدات بصر الحرير وإزرع والشيخ مسكين، وكذلك سد عدوان الذي يصب فيه الصرف القادم من مدينة نوى، وسد غربي طفس الذي تنتهي إليه مياه الصرف لكل من بلدات “الحراك والصورة وعلما وخربة غزالة وداعل وطفس” ، وهنا تكمن أهمية إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الصحي لتحييد ضررها بالدرجة الأولى والاستفادة من المياه المعالجة بري الأشجار الحراجية وبعض الزراعات المقيدة، أي “المحاصيل العلفية والأشجار الحراجية وغيرها من المزروعات غير الغذائية للبشر”.

مديرة البيئة في درعا المهندسة صفاء محمد، ذكرت أنّ محطات المعالجة تلعب دوراً حيوياً في تحسين وضع البيئة، لكونها تساعد على تنظيف مياه الصرف الصحي وإزالة النفايات والملوثات الكيميائية منها، وتتيح فرصة إعادة استخدام المياه بعد معالجتها في الري والصناعة، ما يخفف من استنزاف الموارد المائية الطبيعية، كما أن دور محطات معالجة مياه الصرف الصحي يحد من تلوث الأراضي الزراعية وري المزوعات بها ويدرأ مخاطر تلوث مصادر مياه الشرب، وتالياً الحفاظ على صحة السكان، أي يعزز الحفاظ على البيئة لجعلها مكاناً يستحق الحياة، لذا لابدّ من السعي من قبل الجهات الحكومية للبدء بإعادة تأهيل المحطات المتضررة والتي لم يتم استكمالها في عدد من أرجاء المحافظة، والعمل على إنشاء محطات معالجة مكانية في معظم المدن والبلدات نظراً لأهميتها البالغة في الحدّ من استخدام مياه الصرف الصحي في الزراعة، وكذلك الحدّ من الأوبئة المختلفة والتي يكون سببها الأكبر الصرف الصحي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار