العاصمة تستهلك ٤٠٠ طن فروج يومياً.. ٤٠% من مداجن دمشق وريفها تنتج
الحرية – حسام قره باش:
تدهور قطاع الدواجن خلال الأربع عشرة سنة الماضية، ولم يرَ أي تطور فيما يخص إنتاج البيض والفروج بل لم يكن الحديث عن الدعم المقدم للمربين في النظام البائد سوى ضحك على اللحى، خاصة في موضوع المحروقات، فالذي لديه قطيع دجاج ويحتاج إلى ألف ليتر كانوا يعطونه 10٪ بالسعر العادي ويشتري 900 ليتر بالسعر الحر.. فأي دعم فاشل هذا؟
والحقيقة تؤكد أنه لم يكن هناك أي تشجيع للقطاع الزراعي والحيواني، ما أدى إلى انهيار الثروة الحيوانية عامة، وفقاً لرئيس الجمعية الحرفية للحامين معتز العيسى في تصريحه ل “الحرية” مؤكداً أن رخص المواد الأولية ومعدات الدواجن وتوفر مستلزمات الإنتاج بعد سقوط النظام نتيجة هبوط سعر الصرف أدت لانخفاض أسعار الفروج والبيض بنسبة 40٪ بعد أن كانت الإتاوات والدولار المرتفع والجمارك كلها عوامل سلبية تؤثر في رفع الأسعار كثيراً.
ويضيف: اليوم أصبحت ظروف العمل والإنتاج أفضل لكن تحتاج صناعة الدواجن لبعض الوقت لتعود بشكل قوي مع محاولة بعض المربين بناء مداجنهم وعودتها للتربية والإنتاج حسب السيولة المتوفرة لديهم، حيث يوجد حالياً حوالي 1270 مدجنة مرخصة وغير مرخصة في دمشق وريفها والعاملة منها حوالي 500 مدجنة تقريباً بعد تسجيل عودة خفيفة لبعضها للعمل.
وبيَّن العيسى أن المداجن عندنا لاتزال بدائية، تعتمد بتدفئة قطعان صيصان التربية من (الفروج والبياض) على فحم الكوك الذي يصل سعر الطن منه إلى أكثر من 150 دولاراً، وهذا أفضل من السابق بعد أن كنا نستخدم الحطب وحرق الدواليب للتدفئة رغم توفر الفحم الذي كان ممنوعاً علينا استخدامه من النظام السابق.
وقال: حالياً يكفي الطلب على المادة وحاجة السوق المحلية وفي حال عادت المداجن المهدَّمة نصبح قادرين على تصدير فائض الإنتاج بعد أن كنا نصدِّر 11 براداً من البيض يومياً إلى الدول المجاورة.
ورأى أن الاستهلاك المحلي لايزال دون المستوى المطلوب بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن وإلى الحين لم يتغير شيء بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود والطبقة الوسطى وهناك تفاؤل بقادم الأيام بتحسين الاقتصاد والإنتاج وتصريفه وتحسن القوة الشرائية للمواطن مع وعود الإدارة الجديدة بزيادة الدخل بنسبة 400٪.
ووفقاً للعيسى تشير الأرقام إلى أن إنتاج البيض جيد بنسبة أكثر من 80٪ وتوجد زيادة في التسويق خاصة مع نزول سعر الأعلاف بنسبة 30٪ حيث أصبح سعر كيلو الصويا 5 آلاف ليرة بعد أن كان 12 ألف ليرة، وبالتالي نزول تكلفة الفروج في المدجنة إلى 18 ألف ليرة، بعد أن كان 30 ألف ليرة سابقاً، وكل هذا قابله انخفاض في الأسعار وزيادة الإقبال على الفروج وزيادة في تصريف الإنتاج عن السابق بنسبة 15٪، وبالتوازي مع زيادة الاستهلاك اليومي حيث وصل استهلاك دمشق من الفروج بمعدل 170 ألف طير أي ما يعادل 400 طن يومياً قابلة للزيادة مع اقتراب شهر رمضان.
وتطرق العيسى إلى وجود منافسة من الإنتاج المحلي مع دخول البيض والفروج المجَّمد التركي للسوق المحلية، خاصة في مناطق الشمال السوري، وقد جرت مناقشة الأمر مع وزير الزراعة حول كيفية المحافظة على الإنتاج المحلي وعدم استيراد ما هو متوافر في البلد وهناك وعود إما بإضافة جمارك على المستورد أو الاكتفاء بالمنتج المحلي، كون سعر الفروج المحلي الطازج بسعر المجَّمد ذاته وأفضل صحياً، خاتماً بأن المربي اليوم أصبح رابحاً وأموره بخير أفضل من السابق وكذلك أصبح المستهلك مرتاحاً نفسياً مع انخفاض الأسعار حسب قوله.