أهالي الجزيرة الفراتيّة: عودة مناطقنا لسلطة الحكومة السوريّة خيارنا.. وعلى “قسد” الاحتكام للعقل
الحريّة – عثمان الخلف:
تعيش قرى وبلدات ومدن منطقة الجزيرة بدير الزور توترات أمنيّة وحالة غليان شعبي، ووفق شهود عيان فإن الريف الشرقي شهد عدة هجمات لأبناء العشائر استهدفت حواجز ونقاطاً لميليشيا “قسد” بالمنطقة، والتي يرفض أبناؤها بقاءها خارج سلطة الحكومة السوريّة بعد انهيار النظام البائد، حيث توزعت الاستهدافات في بلدة درنج وقرى الشعيطات.
الجزيرة سورية
وعبر عددٌ من أهالي الجزيرة عن رفضهم لأية صيغةٍ أو مشروعٍ سياسي تريدهما أو تعمل عليهما مجموعات “قسد”، بأخذ الشرق والشمال الشرقي السوريين لخيارات لا تمثل أغلبية السكان في هذه المنطقة، وأشار حمود العلي في حديثه لصحيفة الحرية أن ما تعمل عليه ميليشيا “قسد” مرفوض بالكامل من قبل الأهالي، والذين لا يرون بأن المحافظات الثلاث (ديرالزور، الرقة، الحسكة) يمكن أن تكون خارج كيان الدولة السوريّة.
فيما يرى مالك الشيخ أنه من غير المقبول فرض قلة ضئيلة سكانياً وبإرادات خارجية ترعاها قيادات ماتسمى بـ”pkk” القادمة من جبال قنديل، رؤيتها على الغالبية العربيّة، وبالتالي فمن الطبيعي انضواء هذا التشكيل ضمن الكيان السوري، وإنهاء حالة التشرذم التي تعيشها منطقتنا، علماً أن من يحرص على بقاء الوضع على ماهو عليه، لا يتعدى شخصيات مُنتفعة تمتلك امتيازات تدر عليها الأموال، فتحرص عليها واستمرار مواردها، سواء أكانت نفطيّة أو مناصب تٌتيح لها عقود أشغال ومشاريع.
نهب الثروات
هذا وأدى استفراد “قسد” بثروات منطقة الجزيرة النفطيّة والغازيّة لسنوات إلى حرمان السوريين من عائداتها، ناهيك عما سببه الاستخراج البدائي للنفط من تلوث هائل أصاب الأرض والهواء والإنسان وانتشار الأمراض السرطانيّة، إضافةً لإفراغ المنشآت النفطيّة من تجهيزاتها، وتضم منطقة الجزيرة بديرالزور أغلب حقول النفط وأكثرها إنتاجاً وأبرزها: حقل العمر النفطي وحقل التنك، كذلك حقل غاز كونيكو الذي يُعد من أضخم حقول الغاز في الشرق الأوسط، وكان يُغذي محطات توليد الكهرباء في عموم سورية، إضافة لإنتاجه الغاز المنزلي، كما حرمت “قسد” السوريين أيضاً من الثروة الزراعيّة، حيث المحاصيل الاستراتيجية من القمح والقطن والشوندر السكري، وغيرها الكثير من المحاصيل، والتي سُجلت حالات تهريبها خلال السنوات الأخيرة إلى إقليم كردستان العراق، وعبر عوائد هذه الثروات تُمول هياكلها العسكرية والمدنيّة، وتذهب الحصة الأكبر لإمداد حزب العمال الكردستاني الذي يُدير في الواقع سياساتها في الشرق والشمال الشرقي السوريين، وهو المُصنف على قوائم الإر..هاب العالمية.
يُشار إلى أن “قسد” بعثت بتعزيزات وتحشيدات كبيرة لديرالزور إثر هجمات لأبناء العشائر أمس الإثنين، والتي استهدفت مواقع لها في الجزيرة.