تلف الموز لم يتحول إلى جائحة.. و(الزراعة) بريئة
تشرين – لمى سليمان:
بدت حادثة الموز الأخيرة التي نتج عنها تلف جزء من الموسم الذي كان يعول عليه بعض المزارعين الذين اقتلعوا أشجار الحمضيات لاستبدالها بمحصول يدر عليهم مبالغ تعوضهم عن خساراتهم المتكررة في مواسم الحمضيات، والتي تعود إلى الفشل في التسويق الذي لم تنجح الاجتماعات المتكررة في إيجاد حل ناجع له ولا في سعر السوق الذي يرد لهم ولو التكلفة بدت وكأنها ستتحول إلى جائحة تطيح بالمواسم اللاحقة.
وكان بديل الحمضيات الذي أثبت جدارته المادية ومناسبته للتربة هو الموز، ليتفاجأ المزارع بتلف جزء كبير من المحصول بخسارة جديدة.
لمعرفة فيما إذا كان لوزارة الزراعة دور في إدخال أو منع شتول الموز، أكد د.بهاء الرهبان من هيئة البحوث العلمية الزراعية أن وزارة الزراعة لا تنتج شتول موز، وبالتالي فهي لم تقم بتوزيعها على أحد من المزارعين، وأن شتول الموز الداخلة إلى سورية مهربة من دول الجوار، وبالتالي فهي لم تخضع لإجراءات الحجر الصحي النباتي أي إنه لم يتم فحصها للتأكد من سلامتها وخلوها من الآفات.
وأكد د.الرهبان أن المزارعين كانت لهم تجربة سابقة من حوالي ٢٥ عاماً، حيث أصيبت بالنيماتودا (نوع من الديدان في التربة)، والتي يسبب وجودها واختراقها للجذور الإصابة بمرض الذبول، وبالتالي تدهور وموت شجرة الموز، ولذلك قبل زراعة الموز لا بد من التأكد من خلو الأرض من الديدان الثعبانية (النيماتودا) والتي ستؤثر مستقبلاً في التربة و يصبح من الصعب إعادة زراعتها.
أما زراعة الموز الحالية فهي اجتهاد من المزارعين الذين بدؤوا بزراعته بسبب ارتفاع سعره في السوق السورية، إلا أن ذلك مرهون بالكميات المتوفرة ويتم إدخال الشتول تهريباً من دول الجوار، وخاصة لبنان.
وحين ارتفاع الإنتاج في سورية سيؤدي لزيادة العرض وبالتالي سينعكس سلباً على السعر وسينخفض سعره وسيعود المزارع للبحث عن زراعة أكثر ربحاً، وعندها سيجد أن اشجار الحمضيات التي قلعها هي الأنسب والأفضل ومتلائمة مع البيئة الساحلية وسيعود لزراعتها من جديد. وفي ذلك الحين قد يكون للتربة المتضررة حديث آخر.
وبدوره يؤكد الخبير التنموي أكرم العفيف أن الموز كان محصولاً بديلاً اتجه إليه الفلاح للتعويض عن خيبات الحمضيات، وبالفعل كان جيداً وناجحاً.
وبالنسبة للمرض الأخير الذي أصاب الشتول فلا يمكن اعتباره جائحة حتى الآن، والأمر يعود إلى رغبة البعض في الحصول على شتول بسعر رخيص ليتم شراؤها من مصادر غير موثوقة. إذ يوجد بعض المشاتل التي تقوم بإخراج أجزاء من الفسائل و وضعها خلافاً للمعايير الصحيحة رغبة في الربح السريع.
والسبب الثاني، حسب عفيف، يعود إلى انتشار بعض الفطريات في التربة بسبب الرطوبة. كما إن بعض شتول الموز بحاجة إلى تغذية معينة وتمت تجربة الفيرمي كومبوست الذي أثبت نجاحه على بعض الشتول في بعض المشاتل.