السورية للتجارة.. وفقدان الثقة
“السورية للتجارة” اسم كبير كان لها الدور الأكبر في التدخل الإيجابي لمصلحة المستهلك لسنوات مضت، وكانت صالاتها الوجهة الأولى للمواطن، لثقته بأسعارها المنافسة، ووجود المواد المدعومة فيها من سكر وأرز وزيت.
واليوم فقدت السورية للتجارة بريقها، بعد أن هجرها مرتادوها من المواطنين، وباتت مجرد وسيط للتجار لبيع موادهم عبر صالاتها بالأمانة بأسعار تفوق أو ربما تساوي الأسعار خارجها، وبهذا انخفضت مبيعاتها، وابتعد عنها المستهلك، واقتصر دور أغلبها على بيع الخبز عبر منافذها، وهذا الكلام أكده الكثير من مديري الصالات في طرطوس.
وحتى دورها التسويقي تراجع خلال السنتين الماضيين، بسبب عدم وجود سعر منافس يغري المزارع، وبالتالي توجه المزارع إلى أسواق الهال لتسويق إنتاجه، بسبب السعر الجيد بأسواق الهال.
وبعد توجيه وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك لتشديد الرقابة على صالات السورية للتجارة، جاء خبر إعفاء خمسة مديري صالات للسورية بدمشق، والسؤال: هل إعفاء مديري الصالات يصوب عملها؟ وهل يرفع من جودة المواد المباعة فيها، ومنها مادة البرغل والتي لا يخلو طعمها من رطوبة واضحة وهي المادة الوحيدة الموجودة بالصالات بسعر أقل من الأسواق بحوالي ألفي ليرة؟ .
السورية للتجارة كانت الذراع الأقوى للتدخل الإيجابي، سواء في الصالات أو بتسويق الإنتاج الزراعي، وفقدت هذا الدور اليوم، من هنا لا بد من إعادة تقييم عملها، وترتيب أولوياتها، وتعزيز دورها الإيجابي، وضبط كل التجاوزات التي تحدث في بعضها، وإعادتها إلى السكة الصحيحة التي أوجدت من أجلها.
حينها نعيد الثقة بهذه المؤسسة لتكون سنداً حقيقياً للمواطن في هذا الواقع الاقتصادي الصعب والتباين الكبير بالأسعار في الأسواق ولنفس المنتج، وذراعاً إيجابية للتدخل والمنافسة قولاً وفعلاً.