عودة المربين لاستثمار مداجنهم المتوقفة زاد من إنتاج الفروج وخفَّضَ الأسعار
ريف دمشق – حسام قره باش:
لا تزال أسعار مادة الفروج مستقرة بانخفاض ملحوظ عن السابق بسبب عودة المربين لاستثمار مداجنهم المتوقفة، حيث أصبحت أغلبية المداجن من (البياض والفروج) تعمل وتنتج بنسبة 90٪ وما شجع المربين على ذلك استقرار وثبات سعر الصرف والعلف، كما أوضح لـ “تشرين” رئيس الجمعية الحرفية للحامين بدمشق تكليفاً معتز العيسى، مؤكداً انتعاش قطاع صناعة الدواجن بعد خطوة إيجابية اتخذتها وزارة الزراعة بأن سمحت للمداجن المرخصة وغير المرخصة البالغ عددها 1270 مدجنة في دمشق وريفها منها حوالي 400 مدجنة عاملة حالياً بـ(الفروج والبياض والأمات والمفاقس) بالاستفادة من المازوت المدعوم ما ساهم في زيادة الإنتاج.
واعتبر قطاع الدواجن اليوم أفضل من السنة الماضية متمنياً الحفاظ على هذه الوتيرة في تأمين ما يخدم المربي بأي شكل كتخفيف تكاليف أجور النقل وأسعار المحروقات ومجففات الذرة للاستغناء عن المستورد لكون هذه الأمور كلها تؤثر في سعر التكلفة التي كلما قلَّت زاد الإنتاج.
وعن التوقعات بالقدرة على المحافظة على انخفاض الأسعار جزئياً رأى العيسى أن الأمر متروك للعرض والطلب، فعندما يكون هناك إنتاج تنخفض الأسعار وبحال قلَّ الإنتاج وزاد الطلب تزيد الأسعار وخاصة أننا مقبلون على فصل الشتاء الذي تزيد فيه التكاليف حتماً كون التدفئة تشكل عبئاً كبيراً على المربي، وإذا كانت تكلفة الفروج 30 ألف ليرة فاحتمال أن تصبح تكلفته بالشتاء 35 ألف ليرة، لافتاً إلى أن المربي في ظل الأسعار الحالية خاسر لأنه يبيع الفروج بالمدجنة بسعر 27 ألف ليرة بينما تكلفته 30 ألف ليرة وإذا كان هامش الربح 5٪، فالمفروض يكون سعره 32 ألف ليرة.
وحول الواقع الإنتاجي في ريف دمشق أشار العيسى إلى إنتاج حوالي 700 – 800 ألف طير بما يعادل 26 ألف طن يومياً، تستهلك دمشق حوالي 150 ألف طير أي ما يقارب 375 طناً يومياً مع وجود 10 مسالخ تنتج 100 طن من الفروج بشكل يومي لا يغطي حاجة محافظة دمشق، فيستجر من محافظات أخرى كطرطوس وحمص ودرعا وتغطي بالمقابل ريف دمشق هذه المحافظات بالبيض.
ووفقاً لرئيس الجمعية فإنه يرى أن نسبة الاستهلاك من اللحم الأبيض زادت بسبب قلة استهلاك اللحم الأحمر وخاصة أن أغلبية الطلب الشعبي والأكلات الشعبية أصبح مصدرها الفروج في ظل غلاء اللحوم الأخرى كالسمك والعجل والغنم مع وجود فرق شاسع بين السعرين فكيلو شرحات الدجاج يباع بـ 65 ألف ليرة وكيلو لحم الغنم بـ 250 ألف ليرة.
وفي سياق رده على سؤال يتعلق بانخفاض سعر الفروج وارتفاع سعر البيض، أجاب إنه لا يعتبر سعر البيضة ألفي ليرة في المحلات مرتفعاً قياساً لباقي المواد، فسعر التكلفة مع هامش الربح هو 30 ألف ليرة لكيلو البيض عالي البروتين لأن قطاع البياض مكلف أكثر من الفروج الذي دورة تربيته 45 يوماً فقط في حين الدجاج البياض يحتاج إلى 6 أشهر رعاية وتربية وبعدها أدوية وتكاليف علف لزوم إنتاج البيض.
بالمقابل، يؤكد أن أغلب المداجن اليوم بريف دمشق فيها ثلثان دجاج بياض مقابل ثلث للفروج ولهذا يوجد فيها فائض إنتاج يصل إلى 900 ألف بيضة يومياً يوزع قسم منه على محافظات مثل طرطوس وحلب ودير الزور لوجود نقص في تربية الدجاج البياض فيها، نافياً في الوقت ذاته أن البيض عندنا أسعاره مرتفعة بسبب تصديره للدول المجاورة ومنوهاً بعدم وجود أي معطيات تصدير خارجي للبيض والفروج، علماً أننا كنا قبل الأزمة نصدر كل يوم حوالي 12 براداً من البيض والفروج، أما اليوم فلا يوجد براد واحد والإنتاج والاستهلاك كله محلي فقط، خاتماً بأننا رغم كل ظروف الحرب والحصار ننتج ولا نستورد كالدول المجاورة ولا يزال المربي عندنا يعمل على تأمين حاجة السوق والمستهلك من مادتي البيض والفروج ولهذا ترفع له القبعة حسب قوله.